على الرغم من الانتشار الكبير لمحلات التصوير الفوتغرافي والمعروفة باسم «الاستديوهات» والتي وجدت قبولاً بصورة كبيرة من المجتمع خاصة وأن استخراج العديد من الأوراق الثبوتية مرتبط بالصورة، فنجد أن ثقافتها امتدت إلى الولايات وحتَّى الأرياف، وأيضاً تعتبر توثيقاً للحظات الجميلة بما في ذلك أيام الشباب. ودوماً نجد صورة الرؤساء بالحجم الكبير توضع في مداخل المرافق الحكومية وداخل المكاتب، ولا يقتصر تغليف الصور داخل المكاتب فقط على الشخصيات العامة ففي بعض المراكز والعيادات الخاصة والمكاتب نجد أناساً يضعون صورهم على جدران المكتب، وأغلبية الصور تحكي شباب هؤلاء الشخصيات العامة وغيرهم. ولكن مؤخراً بات الهجوم وأضحاً من قبل كاميرات الديجتال على الاستديوهات حيث خطفت منها الأضواء، ويلاحظ تزايد عدد الأسر التي تمتلك «كاميرا ديجتال رقمية» توثِّق بها لكل لحظة جميلة تمر بهم في حياتهم مما دفعهم إلى الاستغناء عن الذهاب إلى الاستديو. ولكن حتَّى نقف على حقيقة الأمر عن قرب قامت «آخر لحظة» بجولة داخل عدد من الاستديوهات لتقريب الصورة ومعرفة إذا ما كانت كاميرات الديجتال قد أثرت بالفعل على عملهم أم لا.. فمعاً نطالع إفاداتهم: بداية ومن أحد الاستديوهات الواقعة وسط الخرطوم ذكر لنا أحد أصحاب الاستديوهات أن هناك بالفعل تأثير كبير وقع عليهم، مؤكداً أن في بدايات العام 2000م وحتَّى 2005م كان الاستديو يُدخِّل ما يقارب الخمسمائة جينه، خاصة وأننا نقع بالقرب من إحدى المؤسسات المنوط بها استخراج الأوراق الثبوتية، ولكن بعد ذلك بات الدخل يقل تدريجياً إلى أن انعدم، والآن يمكن أن يمر علينا اسبوع دون أن نُدخِّل جنيهاً واحداً، ولكن ما يصبرنا هو حبنا لهذه المهنة، وعندما لا أجد من أصوره أطلب من أصدقائي الذين يأتون لي بغرض المسامرة والونسة أن أصورهم وبالفعل يستجيبون لي وبعد ذلك يتفاجأوا بتغليف صورهم داخل المحل. ü ومن داخل استديو آخر يقع في مدينة أم درمان العريقة التقينا بالمصور القندلابي أحمد إبراهيم والذي يعمل بالمهنة منذ عشرات السنين، وقال: إن التأثير كبير وخاصة أن أغلبية الأسر أصبحت تمتلك كاميرات ديجتال، وأشار إلى أن الصور داخل الاستديوهات أصبحت ضعيفة جداً، مؤكداً أن الاستديو أصبح ملجأ للبسطاء عند الحاجة للصور.. أي «ختان- خطوبة- وباسبورت» وأضاف أن كاميرا الموبايل أيضاً ساهمت بصورة فاعلة في ايقاف سوقهم، وقال من المواقف التي تمر بنا دوماً عدم استلام البعض لصورهم لظروف خاصة بهم وبعد عدة أشهر يأتوا ويطالبوا بصورهم والتي في الغالب يجدونها. وهكذا تبقى الصورة داخل الاستديو رهن إشارة الديجتال إلى حين إشعار آخر.