تحدثت في الحلقة الماضية.. عن هذا المرض.. الذي أصبح شائعاً في الفترة الأخيرة- كما ذكرت في منطقة جنوب الحزام- وكما ذكرت أيضاً أن نسبة السل في تلك المنطقة كبيرة جداً، وكنت قد ضربت المثل بأحد المراكز التي تتبع لتلك المنطقة.. وقرأت في بحث عن السل ذُكر فيه أن السل يقتل سنوياً حوالي مليوني شخص.. وأن إصابة أحد الأشخاص بالسل ينتج عنه احتمال اصابة ما بين 15-10 شخصاً عدوى من ذاك الشخص. ومعلوم أن الجوع هو أحد الأسباب الرئيسية في جلب هذا المرض.. وذكرت أن سكان منطقة جنوب الحزام يعانون الفقر الذي أصبح سمة للكثيرين من أهل السودان.. وهناك أيضاً ولاية شرق السودان التي تعاني من هذا المرض- السل- كيف لا وكل يوم هناك زيادة مطردة في أسعار السوق.. حتى أبسط الأشياء التي يمكن أن يأكلها الفقراء أصبحت من الصعوبة الحصول عليها.. حتى الفول- «حبيب الشعب»- أصبح فول أبو «جنيه» لا يشبع طفلاً واحداً، فكيف أسرة بأكملها.. لجأ بعض الناس «للفتة» أي موية الفول- حتى دي أصبحت نادرة لكثرة الطلب عليها.. حرصت أن أتكلم في هذا الموضوع مرة أخرى لكي أولج منه إلى موضوع إرتفاع الأسعار، الذي أصبح مثل الشرارة في «القش»... ياناس الحكومة.. الجرائد اتكلمت.. والناس احتجت.. والشكيه كترة.. و«أنتو سادين دي بطينة ودي بعجينة».. حتى فتات الأكل هناك من لا يستطيع الحصول عليه.. وأنتم تصدرون «الذرة» إلى الدول المجاورة «عطف منكم عليهم» وفي مثل سوداني بيقول «الزاد لو ما كفى ناس البيت يحرم على الجيران».. شعبكم هو أحوج من غيره إلى هذه «الذرة» فهو يقتات بالفضلات من على «الكوش» حتى- السلطة الخضراء- التي كانت في متناول كل أيدي المساكين والفقراء وكانت وجبة مغذية، أصبحت من الكماليات.. متى «خلت» صينية من السلطة إلا في زماننا هذا انعدمت من بعض الصواني!! أصبحنا لا نفهم سياستكم التي تسيرون بها هذا البلد.. متى سيظل كابوس غلاء الأسعار يخيم على حياتنا.. ابتدعوا أشياء كثيرة لمحاربة هذا الغلاء، ولكنها كلها فشلت.. وأقرب مثل لذلك «مراكز البيع المخفض» .. التي كانت من أساسها غلط.. حيث أنه عملت في أماكن «راقية» بدل أن تكون في الأحياء الفقيرة أو الشعبية.