كما وصفه أبقراط (التهاب مفاصل الأثرياء) نسبة لارتباطه ببعض الأطعمة التي يتناولها الأثرياء وزيادة الوزن والحياة المترفة..الخ، وهذه دعوة مني للتعرف عليه عن قرب ألا وهو: النقرس هو أحد اضطرابات النظام الغذائي وفيه يتراكم البوليك أحد نواتج التمثيل الغذائي للبروتينات، والتي من المفترض أن يتخلص منها الجسم بإخراجها ولكن هذا لا يحدث، بل تتشكل في بلورات إبرية الشكل داخل المفاصل أو تحت الجلد أو القناة البولية في شكل حصاوى كلوية. إن الإصابة بالنقرس تظهر للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة حمض البوليك الذي كان من المفترض بعد ارتفاعه في الدم أن يمر عن طريق الدم إلى الكُلى ويخرج مع البول إلى خارج الجسم. الأسباب: يظهر النقرس في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في نسبة حامض البوليك، ينتج حامض البوليك نتيجة للتفكك الطبيعي لخلايا الجسم ويقوم الجسم بامتصاص حامض البوليك بشكل طبيعي في الدم ومنه إلى الكُلى، ثم إلى خارج الجسم مع البول، ويحدث المرض في حالتين: قيام الجسم بإفراز نسبة كبيرة من حامض البوليك نتيجة لأمراض أخرى بالجسم مثل اللوكيميا الصدفية.. الخ - أن يتم التخلص من نسبة قليلة منه في البول، المشكلة في إخراجه خارج الجسم (الكُلى)، قصور الكُلى المزمن أو كآثار جانبية لبعض الأدوية- أحياناً تكون نسبة الحامض مرتفعة جداً ولا يظهر النقرس، بل يكتشف صدفة أثناء الفحص الروتيني، كما وجد أن الجينات تلعب دوراً في المرض ونسبة الحدوث في الرجال تفوق حدوثه في النساء. الأعراض: كم ذكرنا آنفاً أن النقرس هو نوع من أنواع التهاب المفاصل، ويحدث بسبب تسرب أملاح (اليورات) في أنسجة المفاصل وما يحيط بها من غضاريف وعظام وعضلات، وأكثر المناطق تأثراً هي أصابع اليد والقدم وأحياناً الركبة ولكن يظهر بصورة كبيرة في الأصبع الكبير للقدم، ونوبات النقرس تأتي على فترات من الألم الشديد بالمفاصل مع التورم والاحمرار والتصلب، ويزيد الألم بالصباح- ولكن ما بين النوبات من ألم خفيف يعتبر (نقرس) مزمناً والذي يظهر معه مع طول فترة المرض نوع من العقد الصغيرة وتكون بالكفين والقدمين وباقي القضاريف والعضلات في الجسم خاصة غضروف الأذن- والنقرس المزمن متعدد المفاصل غير شائع ويصيب كبار السن عادة- النقرس الحاد يحدث في الرجال متوسطي العمر- يكون في شكل نوبة حادة ومفاجئة شديدة الآلام ويصاحبها تورم واحمرار للمفصل الأول لإبهام القدم، وقد يحدث في مفاصل أخرى أيضاً، وهناك أسباب تؤدي لحدوثها بسرعة وهذه هي عوامل الخطورة التي سوف يرد ذكرها لاحقاً. عوامل الخطورة: كما ذكرنا سابقاً أنه قد يكون حمض البوليك مرتفعاً لدى بعض الأشخاص ولكن لا يظهر النقرس، هناك عوامل تؤدي إلى إفراز كمية كبيرة من الحامض أو تؤدي إلى التخلص من كمية قليلة منه: الإكثار من تناول البروتينات الحيوانية- الكحول (البيرة)- الوزن الزائد- قلة الحركة وعدم علاج ارتفاع ضغط الدم- بعض العقاقير مثل بعض مدررات البول- الجراحة- بعض الأمراض المزمنة من مرض السكري- ارتفاع الدهون- ضيق الشرايين- قصور الغدة الدرقية- مرض الكُلى..الخ التشخيص: على حسب حالة المريض وتقييم الطبيب المختص (من الأعراض) وحمض البوليك في الدم- فحص السائل المفصلي- الأشعة..الخ الوقاية خير من العلاج: نصائح عامة: المحافظة على الوزن المثالي وتخفيف الوزن- الحركة وعدم الكسل- الابتعاد عن المشروبات الكحولية لأنها تقلل من قدرة الجسم على إخراج حمض البوليك خاصة البيرة- شرب كمية كافية من الماء لتخفيف تركيز حمض البوليك في البول ومن ثم تقلل من خطر تكون حصوات الكُلى- استعمال عقار الأسبرين باستشارة الطبيب المعالج- الابتعاد عن الأغذية التي تفاقم المرض مثل الأكلات الدسمة والدهون واللحوم وجلد الدجاج- العدس والبقوليات التوابل والبهارات والمخللات والمكسرات وينصح بعصير الليمون والشاي الأخضر بعد نقعه جيداً والخضروات والفاكهة..الخ- يمكن استخدام المكمدات الباردة أو الدافئة على المفاصل في حالة الألم على حسب استجابة الألم- العلاج الدوائي على حسب الحالة وما يراه الطبيب المعالج.