ما أصعب أن يعيش الإنسان خارج وطنه في دول المهجر.. يكابد ويكافح من أجل الحصول على الأحسن.. يهجر أهله وبيته ووطنه.. يعيش طوال فترة اغترابه يلازم شعور الغربة والوحشة والحنين.. إلى أن يعود إلى وطنه. تصوروا كيفية التعايش مع الاغتراب حينما يكون معه «حبس» نعم حبس.. تكون مسجوناً وأنت خارج وطنك.. إن الحبس داخل الوطن مشكلة فما بال إن كان خارجه.. وبذلك يكون الاغتراب مرتين.. مرة من أجل الاغتراب.. ومرة أخرى الحبس داخل تلك الدولة التي اغتربت فيها.. شعور بشع لا أظن أن هناك أحد يستطيع أن يتصور هذا الشعور الموحش أو يعايشه. أبوبكر هاشم مواطن سوداني عادي من أسرة عادية يسكن امتداد الدرجة الثالثة تعلَّم واجتهد في حياته حتَّى انتهى من تعليمه ليبدأ رحلة العمل.. سافر إلى دولة «الإمارات» بحثاً عن زيادة الرزق وتوسعته بعد أن أصبح له من الأبناء والبنات ستة، عمل في التجارة التي شغفته فكان له فيها ما يسد رمقه وأسرته الصغيرة.. ولكنه تفاجأ ذات يوم أنه «يُقاد» إلى الحبس ومعه ابن خاله «د. محمد».. كان هذا في أواخر شهر رمضان الماضي.. وهو يستعد إلى السفر ليقضي عطلة العيد مع أهله.. وشعور جميل ونبيل يمتزج داخله.. وبدل من ذلك قضى العيد في معتقل لا تعلم أسرته عنه شيئاً لمدة تجاوزت ال «4» أشهر، مما أثار في داخلهم الفزع والخوف.. وعندما ذهب أهله إلى مقابلة السفير الإماراتي تم نقل «أبوبكر» إلى السجن العام وتحدثت معه زوجته وكذلك أمه فعرفوا أنه محبوس وكانت الصدمة الكبرى.. ولكنه أكَّد لهم بأنه اُقتيد إلى الحبس وهو لا يدري سبب «الجرم» الذي ارتكبه.. وهو الآن تعدى ال «7» أشهر وهو ما زال حبيس السجن، ولا يدري فيما حبس.! ولماذا.! ومتى ينفك حبسه.! جاءتني أمه وزجته وشقيقته يشكون ما يعاني منه ابنهم.. ونحن بدورنا نناشد رئاسة الجمهورية ممثلة في نائب الرئيس «علي عثمان محمد طه» أن يمد يد المساعدة لأحد رعاياه وهو حبيس دولة أخرى.. ونحن عهدنا علي عثمان أنه حلال «العقد» وكلنا أملاً في أن نجد الفرج على يده.