أكرمنا سبحانه وتعالى بأداء العمرة يوم الأربعاء وعدنا إلى الحرم المكي الشريف صباح أمس لنؤدي فريضة الجمعة هناك، نصلي وأمامنا الكعبة المشرفة.. ذات مجموعتنا التي وصلت إلى الأراضي المقدسة صباح الأربعاء الماضي، وقد نقصنا واحداً هو الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة «التيار» الغراء فك الله أسرها الذي عاد وقطع رحلته بعد التطورات الأخيرة التي قضت بإيقاف الصحيفة، والذي من المفترض أن يكون قد عاد ظهر الأمس إلى الخرطوم. ما زلنا في ضيافة صاحب السمو الملكي الأمير حمد بن عبد العزيز آل سعود، ولا زلنا في صحبة أستاذنا الجليل البروفيسور عز الدين عمر موسى عميد كلية العلوم الإستراتيجية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وقد اكتشفت أننا بصحبة كنز ثمين من العلوم والمعارف والخبرات، وكان وجوده معنا إلى جانب البروفيسور علي شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات فرصة تاريخية لنا لطرق أبواب مغلقة من أبواب تاريخ بلادنا الحديث، ولم يبخل علينا أي منهما في فتح تلك الأبواب والحديث عن أحداث غيّرت وجه وتاريخ السودان، خاصة في جوانب نشأة وتطور الحركة الإسلامية، ثم انقلاب مايو عام 1969م الذي لفت أستاذنا الجليل فضل الله محمد أنظارنا إلى أحداث مهمة سبقته ربما كانت هي السبب في الإسراع باستيلاء الرئيس الراحل جعفر نميري رحمه الله ومجموعة الضباط الأحرار على السلطة آنذاك، ومنها قضية حل الحزب الشيوعي السوداني، ثم الاستعدادات لانتخابات رئاسة الجمهورية التي كادت أن تنحصر بين الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، وبين الإمام الهادي المهدي رحمهما الله الأمر الذي أزعج قوى اليسار ودفع بها إلى حث النميري ومجموعة الضباط للاستيلاء السريع على السلطة. انقلاب الرئيس نميري على الشيوعيين ثم قيام الرائد هاشم العطا رحمه الله بانقلاب 19 يوليو، كان جزءاً من حوارنا العام، ثم أدوار عدد من قادة النظام في تلك الأحداث مثل اللواء خالد حسن عباس والرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم وغيرهما، ودور الشيوعيين قبل ذلك في أحداث ودنوباوي ثم الجزيرة أبا وما تلى ذلك من أحداث لا زالت تسيطر على الذاكرة السياسية لكل الأطراف. حرضني البروفيسور علي شمو على أن أواصل بحثي الذي بدأته منذ عدة سنوات وطلب إليّ أن اتفق مع السيد الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم على أن يمدني بالمعلومات. المفاجأة كانت في أنني أطلعته على اتفاق تم بالفعل بيني وبين السيد أبوالقاسم على أن أقوم بتسجيل كل إفاداته ثم أعيد صياغتها لتصدر لاحقاً في كتاب، وقد لعب أخي وصديقي المهندس خالد عثمان هاشم دوراً كبيراً في أن أحصل على موافقة الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم واسأل الله أن يعينني في ذلك العمل.. أن يوفقني في القيام بهذا الدور.