سارت الأمور عكس ما يشتهي مسؤولو الاتحاد السوداني لكرة القدم فيما يختص بحقوق بث ورعاية الدوري السوداني الممتاز، على الرغم من إقبال اتحاد الكرة على الموسم الجديد بشهية مفتوحة، بعد نجاحه في كسب ود شركة سوداني وإنجازه لمهمة الاتفاق معها لرعاية الدوري لموسمين، غير أن المقابل المادي (سدّ نفس) الأندية ورفضت تقبله، واعتبرته زهيداً للغاية، لأن الاتحاد العام نال نصيب الأسد منه (مليار ومائة وتسعة عشر مليون جنيه)، أو تزيد قليلاً، ومنح كل نادٍ (40) مليون جنيه، نظير وضع اسم الشركة الراعية على قميص الفريق على مدى موسمي (2012 و2013)، وهو ما اعتبرته الفرق استخفافاً وتهميشاً لها، وتراجع بعضها وبقيّ الآخر على موقفه الرافض لأموال الرعاية الزهيدة، وهي أندية القمة والنسور أم درمان، ولم يقدر كل منهما المطاردات التي قام بها اتحاد الكرة تجاه شركة سوداني لترغيبها في رعاية المنافسة الرياضية الأولى بالبلاد، لتبقى الأزمة مشتعلة حول توزيع الأنصبة بالعدل، حالها حال أنصبة الأندية في حقوق البث الحصري الذي لم توجد له قناة حتى اللحظة بالرغم من المجهودات المبذولة مع قناة الجزيرة لبث المنافسة لثلاثة مواسم متتالية، خاصة وأن بقية القنوات لم تبدِ أي اهتمام ب(دورينا)، وأصبح الاتحاد العام هو صاحب المبادرات لنيل ثقة القنوات وجعلها تبث المنافسة، ولم يتحصل على موافقة أي من القنوات غير الجزيرة التي يتفاوض معها بشأن الأمور المالية، في الوقت الذي ينتظر فيه ناديا القمة اجتماعهما مع رئيس الاتحاد الدكتور معتصم جعفر ليعرفوا مصير المذكرة التي تقدموا بها وتطالب بقسمة عادلة ل(ثروة البث)، ومنحها النصيب الأكبر نسبة لجماهيرتها العالية ونقل عدد كبير من مبارياتها، كل هذا وذاك يجعل الساحة الرياضية تغلي كالمرجل في انتظار إفساد مفعول القنابل التي أطلقتها القمة مهددة الموسم المقبل بالنسف ما لم يستجب الاتحاد العام لمطالبها التي ترى أنها عادلة ويراها مسؤولو الاتحاد تحدياً له، بينما تعتبرها أندية الدوري الممتاز أنانية مفرطة من القمة، ولا يدري أي شخص إلى أي مآل ستؤول الأمور في الساعات القليلة المقبلة، طالما أن التعنت موجود من كل الأطراف ولا أحد يرضى بقسمة الآخر.