قال صاحبي وهو يزفر ويتحسر على حظه الهباب أن زوجته نكديه لدرجة قلت للرجل أن عليه تجريب مسألة الإجازة الزوجية ، طبعا في حينه الرجل لم يفهم مقصدي من الإجازة الزوجية ، وكان يتصور أن يصطحبها في رحلة إلى الخارج لإراحة أعصابه وأعصابها . المهم يا جماعة الخير قديما كانت تسود مقولة القريب من العين قريب من القلب لكن يبدو أن هذه المقولة ذهبت مع ريح التغيرات في حراك الحياة وأصبحت نسيا منسيا . وبدلا عنها سادت مقولة البعيد عن العين قريب من القلب ، الحكاية ببساطة أن خبراء العلاقات الزوجية يؤكدون أن الشركاء بين الحين والآخر في حاجة إلى أخذ قسط من الراحة بعيدا عن بعضهما ، بمعني أن يأخذ الزوج إجازة ويبتعد عن المنزل أو تتكل الزوجة على الله وتذهب إلى منزل أهلها ، ويرى الخبراء أن مثل هذه الإجازة كفيلة بإشعال شمعة الحب بين الزوجين . أحد العاملين في دولة خليجية تقتضي ظروف عمله السفر ثلاث مرات في الشهر ، ذكر بعضمة لسانه أن ابتعاده عن منزله ثلاث مرات في الشهر قضت على الخلافات الزوجية التي كانت تشتعل في منزله حتى كادت أن تعصف بأركانه . وبالمناسبة مصطلح الإجازة الزوجية معروف في بعض الدول العربية ، إذ يرى خبراء في العلاقات الزوجية أنها أفضل وسيلة لإعادة المياه إلى مجاريها بين الأزواج المتخاصمين ، فيما يرى آخرون ، أنها ربما تكون بداية للانفصال بين الزوجين خاصة إذا جاءت بعد معركة حامية الوطيس جرى فيها استخدام الملاعق والسكاكين وربما الحلل .عموما لا أتصور أن أي امرأة عاقلة حتى وإن كانت نكدية على غرار الممثلة المصرية الراحلة وداد حمدي يمكن أن تفكر في أخذ إجازة زوجية ، وإنما تفكر المرأة مليون مرة قبل أن تأخذ مثل هذه الإجازة وتظل اللئيمة كاتمة على أنفاس الرجل المسكين .بالمناسبة أقترح استثمار هذه الإجازة في مجال آخر وأقدم للمسؤولين مقترح جميل جدا يمكن بواسطته عودة الصفاء إلى السودان ، المقترح يتمثل في ضرورة إجبار الوزراء وكبار المسؤولين إلى أخذ إجازة من أعمالهم على غرار الأجازة الزوجية ، فربما يا جماعة الخير بواسطة هذه الإجازة يعود الصفاء والعمل العقلاني إلى فضاءات الحراك التنموي ويكون السودان أول دولة استخدمت هذه الطريقة لدفع عجلة التنمية ، كما أن مثل هذه الإجازة ربما تكشف الكثير من البلاوي المدكنة للمسؤولين الكبار والوزراء والذي منه ، مع ضرورة دعوة زعماء الحرب في المناطق الساخنة إلى أخذ هذا النوع من الإجازة ، تعالوا نجرب هذه النوع من الإجازات ، نحن خسرانين إيه طالما أن جميع الحلول لم تنفع في إعادة الاستقرار إلى البيت السوداني المصاب بمتلازمة المعارك والحروب والقلاقل اللعينة .