يبدو اننا موعودون بدوري ممتاز بحق وحقيقة في هذا الموسم فليالي العيد تبان من عصاريها كما يقول المثل الشعبي فان يتعثر المريخ زعيم الاندية السودانية بالخسارة امام فهود الشمال في عقر داره ووسط جماهيره بهدف للنجم ((حمدو)) ويعجز لاعبوه طوال مجريات الشوط الثاني في العودة الى اجواء المباراة وان ينجح فريق الارسنال شندي بخطف نقطة عزيزة من بين فكي الاسد الهلالي ويفقده نقطتين عزيزتين فان هذه المؤشرات الرائعة تعطي مساحة من الامل والتفاول باننا موعودون بموسم كروي ساخن طافح بالجماليات والمفاجاءات التي ستذهل كل المراقبين فمنذ عدة مواسم لم نشهد بدايات متعثرة مثل تلك للعملاقين وهذا يعني بان مبدأ التنافس الشريف القوي بين فرق الممتاز والعملاقين هلال مريخ سيكون مفتوحا واننا سنشهد دوري ممتاز تتلاحق فيه الكتوف وتختفي عنه ظاهرة الفوز بالخمسات والستات والاربعات التي ظل فريقا القمة يسجلانها في مرمى الفرق المنافسة في الدوري الممتاز بين الفينة والاخرى بلا كبير عناء كما ان هذه البداية الشيقة الجميلة تجعلنا نؤكد بان فارق النقاط الخرافي الذي يصل عادة بين فريقي الهلال والمريخ وصاحبي المركزين الثالث والرابع لن يصل في هذا الموسم الى تلك الارقام الخرافية من النقاط والذي يصل في بعض المرات الى اكثر من 31 نقطة بين البطل وصاحب المركز الثالث على نحو ماحدث في الموسم الماضي حيث حقق المريخ البطولة برصيد نقطي وصل الى 73 نقطة بينما كان رصيد فريق الامل صاحب المركز الثالث 42 نقطة أى بفارق 31 نقطة كما اسلفت وهذا يعني بان البون قد كان شاسعا بين الاول والثالث وهي جزئية نتمنى ان تقتل بحثا في دوري هذا الموسم حيث اننا تواقون الى ان يكون التنافس على اشده بين اربع او خمس فرق على مركز الصدارة وان لايمتد الفارق النقطي بين الفرق الاربعة الى اكثر من خمس نقاط او ثلاثة حتى نشعر بالفعل باننا نلعب دوري ممتاز وليس دوري بلا معنى . تمريرة .. أخيرة اعتقد ان الامانة الصحفية تفرض علينا ان نحني الهامات والروؤس اجلال وتقديرا لجماهير المريخ العريقة المتحضرة والتي تؤكد يوما بعد يوم بانها جماهير صفوة بحق وحقيقة فهي قد ضربت مثلا حيا في الروح الرياضي القويم وهي تحيي لاعبي فهود الشمال بعد نهاية مباراتهم مع المريخ وتحقيقهم للفوز حيث صفقت لهم بحرارة وثمنت الجهد الكبير الذي بذلوه في ملعب المباراة والذي تفوقوا به على نجوم فريقها حتى توجوه بهدف النجم ((حمد)) انها قمة التحضر ان تبتسم ودموعك على وشك الانهمار . طوبى لكم جماهير الصفوة فقد قدمتم دروساً مجانية في الكيفية التي ينبغي بل يجب ان يكون عليها المشجع السوداني المتحضر .