في أول سنوات فريق الخرطوم ثلاثة سابقاً الخرطوم الوطني حالياً بالدوري الممتاز، وفي افتتاح أحد مواسمه وفي مباراة باستاد الخرطوم فاجأ الفريق الجميع بالفوز على المريخ ويومها أسعد هذا الفوز جماهير الهلال والتي خرجت تردد هتافاً وغناء يمجد الفريق تقديراً لهذا الفوز، وكان الجمهور يردد: «الخرطوم ثلاثة حلاتها». ٭ وبعد أسابيع كان لقاء الخرطوم ثلاثة أمام الهلال ويومها حرصت على تشجيع فريق الخرطوم ثلاثة بالرغم من أنه يخوض المباراة أمام الازرق الذي يفرحنا ويدغدغ مشاعرنا،وقلت في خواطري إننا لن نردد الخرطوم ثلاثة حلاتها، إلا اذا فازت اليوم على الهلال قلتها هكذا بكل الصدق والوضوح. ٭ والحقيقة لقد فتحت عليّ هذه المساندة نار جهنم من بعض الأهلة واعتبر البعض بأنني تخليت من عواطفي نحو الازرق، ولكن لم يكن ذلك صحيحاً، ولكن لانني رأيت في فريق الخرطوم ثلاثة ظهور فريق مارد يمكن ان يهز الارض تحت القمة وإنني اعتبر ذلك خطوة على الطريق الصحيح وسوف ينعكس ذلك على مستوى اللعبة والمنافسة. وافضل ألف مرة للهلال والمريخ ان يجدا العذاب والمشقة وهما يلاعبان كل الفرق بدلاً ان تكون هذه الاندية صيداً سهلاً تبتلعه القمة بالسهولة التي اعتدنا عليها، وكنت أرى ان هذا يمليه عليه واجبنا، فالصحافة كلمة وأمانة وضمير. ٭ في الحقيقة لقد تذكرت هذه الواقعة وانا ألاحظ غلواً في تعامل البعض مع صلاح ادريس على أساس انه شجع الأهلي شندي وحفزه مادياً ومعنوياً حتى انتهى به الأمر للتعادل مع الهلال وهذا الموسم والفوز على فريقهم في الموسم الماضي. ٭ والحقيقة أن الاهلي شندي هو فريق صلاح ومن قبله فريق أسرته وتبوأ الراحل والده رئاسته لسنوات طويلة وظلت الأسرة مرتبطة به أشد الارتباط، وعندما ثارت المدن والاتحادت كان من حقه ان يحلم بتصعيده ومدينته للدوري الممتاز، ودعمه بأفضل اللاعبين والمدربين وفي كل مرة يفشل الفريق في الصعود يعود الأرباب أكثر اصراراً ويرفض الاستسلام حتى عانق الفريق أضواء الممتاز ووضعت شندي نفسها على خريطة الكبار. ٭ ومرة أخرى بذل الأرباب جهداً مضاعفاً مكن الفريق من القفز فوق كل الأشواك والأسوار واحتل بسرعة مذهلة مكاناً متقدماً في روليت المنافسة مكنه من حجز إحدى مقاعد التمثيل الأفريقي وهذا نجاح يحسب للاهلي ولصلاح ادريس. ٭ و إذا كانت خسارة العملاق الأزرق أمام الأهلي شندي في الموسم الماضي وتعادله في الموسم الجديد قد جعلت الأهلة تكفهر وجوههم وترتعش جفونهم فهذا لا يمنع صلاح ادريس ان يفرح ليس الفرح هنا شماتة كما يعتقد البعض، فصلاح كان أحد بناة فريق الهلال الحالي ويفرح لانتصاراته، ولكن بالطبع فإن فرحته للأهلي. للاهلي يكون ناتجاً من كونه يرى بأنه الآن بدأ يقطف النتائج المثمرة والايجابية لتعبه وجهده بعد ان وفر له كل المقومات ودعمه وملكه كل فرص النجاح. ٭ تجربة الارباب مع الاهلي شندي جديرة بالتوقف عندها والاشادة بها وكان لها مردودها الايجابي بعد ان قام بكل الادوار المطلوبة منه واكثر واكثر وهذه ميزة للارباب وليست نقيصة وليتنا وجدنا مثله ومثل كير في كل مدينة وكان لا بد للاهلة الا يغضبوا من الارباب اذا ظهر الاهلي عنيداً وقوياً وحقق النتائج الايجابية مع الهلال وكان لا بد ان ينظروا للآمر من خلال وقفة جادة وشفافة خاصة بعد ان تحولت احلام وتطلعات صلاح الى واقع مبشر للاهلي وللكرة السودانية ولا يعني ذلك ان الارباب تمرد على الهلال وان حبه للازرق قد انطفأ في الصدر، ابداً حاشا لله فصلاح على العهد به هلالياً عاشقاً وداعماً ولكن ما ذنبه اذا اصطدمت قوة الاهلي بغرور الهلال ولماذا لا يفرح لنجاحات فريق يمثل داره واهله ومدينته وفي هذا المقام سطر الزميل والابن عاصم البلال بأسلوب السهل الممتنع مقالاً في اخبار اليوم عن الاهلي شندي عبر فيه عن فرحته بقفزة الاهلي ونتيجته امام الهلال، وهلالية عاصم لا يختلف عليها اثنان بل اراه يحمل اربعة0(صلايب) في حب الهلال ولا اقول مرضه ولكنه يفرح لوطنه الصغير كثيراً حتى ولو على حساب حبه الهلالي القديم وحب الارباب وعاصم البلال وعبدالعظيم صالح للاهلي شندي ليست حالة نفسية تحتاج لتحليل ولكن هذا حق اصيل ولذلك اقول لبعض الاهلة: افهموا صلاح صاح.