في هوليوود، عاصمة السينما العالمية، كل شيء جائز وكل شيء مباح، حتي في أمور الزواج والطلاق التي أصبح لها شروط مسبقة وصارت تجارة يتكسب منها الزوج والزوجة في حالات الطلاق. ولهذا توصل الممثلون والفنانون وساندهم في ذلك رجال القانون - المحامون أو القضاة المتقاعدون - إلي تصميم إتفاقيات تعرف بإسم «بريناب» أو «إتفاقيات قبل الزفاف» بصفتها إحدي المعالجات القانونية بعد أن كثرت حالات الطلاق والزواج في عاصمة السينما الأمريكية هوليوود. وإتفاقية «بريناب» هي إتفاقية قانونية يوقع عليها الطرفان - الزوج والزوجة - وتحتوي علي شروط تخص تقسيم الثروة والممتلكات في حالات الإنفصال، وتركز أساساً علي تقسيم ثروة الزوج أو الزوجة التي جنياها قبل أو بعد الزواج. كما تركز أيضاً علي أمور تتعلق بالربح من عملية الزواج نفسها، كنشر المذكرات، أو التمثيل في مسلسل تلفزيوني، أو إنتاج فيلم تلفزيوني يكشف الحياة الخاصة للزوجين قبل الطلاق وأثناء فترة الزواج. وربما تبدو مثل هذه الإتفاقيات غريبة أو سخيفة، لكنها بمقاييس هوليوود تبدو معقولة بل وضرورية يحتمها نمط الحياة هناك. وتجعل مثل هذه الإتفاقيات مؤسسة الزواج تبدو باردة ومبنية علي الربح والخسارة منذ البداية، غير أن هناك من يقولون بأنها ضرورية لضمان حقوق الزوجة من غدر الزمان، إذا كانت قد قضت مع الزوج أجمل سنوات عمرها، تدفعه إلي الأمام، وتساعده علي النجاح وتوفر له الجو الملائم لذلك. وبين هذا الرأي وذاك تبقي النتيجة ذاتها أنها أصبحت شبه جزء من ثقافة هوليوود. ونتيجة لهذه الإتفاقيات فقد أثري العديد من المحامين في هوليوود وصاروا مليونيرات من وراء مثل هذه الإتفاقيات، وذلك من خلال النسب المئوية التي يحصلون عليها من إجمالى مبلغ الإتفاقية، بل أن هناك الآن قضاة متقاعدون يمارسون هذه المهنة المربحة من منازل خاصة تتيح للمشاهير والنجوم السرية الكاملة وتضمن لهم أقل الخسارات الممكنة. ولا تنص إتفاقيات «بريناب» على المال والأطفال فقط، بل هناك أشياء أخري تأتي في القائمة مثل هذه الإتفاقية الحقيقية التي تنص علي الآتي: «يمكن أن تزورنا أم الزوج أو أم الزوجة - الحماة - في عطلة نهاية الأسبوع، لكنهما (الحماتين) لا يجب أن يجتمعا معا في نفس المناسبة، أي تزور واحدة مرة، وتزور الثانية مرة أخري». وتنص الإتفاقية ذاتها علي البند التالي:« يشاهد الزوج مباريات رياضية في عطلة نهاية الأسبوع فقط، وإذا قدمت قناة تلفزيونية مباراة أثناء الإسبوع يمكنه متابعتها لكن علي حساب مباراة نهاية الأسبوع، أي أنها تخصم منه». وتنص إتفاقية ثانية علي الآتي: «لا يزيد وزن الزوجة علي 54 كيلوجراماً، وكلما يزيد وزنها كيلوجراماً واحداً ينخفض نصيبها من الثروة المشتركة بعشرة آلاف دولار».. هذه هي هوليوود. وتنص إتفاقية ثالثة أن الزوجة يمكن أن تختار مربية الطفل، على أن يختار الزوج منظف حوض السباحة، ومنسق الحديقة، والمدرب الرياضي. أما أغلى حالات طلاق فى العالم فهي التى إنفرد بها روبرت ميردوخ إمبراطور الصحافة وزوجته آنا. فقد تزوج ميردوخ من آنا في ستينات القرن الماضي وإستمر زواجهما 32 عاماُ وتطلقا، وبعدها غادرت آنا بيت الزوجية بما يعادل مليار وسبعمائة مليون دولار من الممتلكات. أما عدنان خاشوشجي وثريا فيأتيان في المرتبة الثانية من أغلي حالات الطلاق. فقد تزوج رجل الأعمال السعودي عدنان خاشوشجي، الذي زار السودان بطائرته الخاصة في عهد مايو، من ثريا عام 1961 وطلقها بعد 21 عاماً، بعد أن دفع مبلغ 874 مليون دولار في إطار تسوية تم التوصل إليها بعيداً عن المحاكم.