في خطابه الذي قدمه مساء أمس الأول للجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي، قال برنستون ليمان، مبعوث الرئيس باراك أوباما إلى السودان، (إن الحكومة السودانية لا تستطيع حل مشكلة جنوب كردفان وعليها إعادة النظر في القضية كلها)، وذكر أن بلاده تضغط على الخرطوم من عدة جهات، وعبر أصدقائها لقبول دخول الإغاثة الى المحتاجين في المنطقة.. * ويبدو أن ليمان يقتفي أثر سابقيه من المبعوثين، حيث أنهم يجيدون تحوير «قضية» جنوب كردفان فهي قضية سببها الأساسى رفض عبدالعزيز الحلو نتيجة الانتخابات لمنصب الوالي، الذي ترشح له مع مولانا أحمد هارون.. ومن ثم استغل قرار السلطات بتوفيق أوضاع الجيش الشعبي في الولاية بعد انفصال الجنوب، فمطالبة المبعوث للحكومة بإعادة النظر في القضية يحمل أكثر من علامة استفهام.. إذ ترغب واشنطون في «نيفاشا 2» خاصة وأن معلومات تسربت قبل أشهر عن مقترح أمريكي لتقسيم جنوب كردفان الى ولايتين، هما «جبال النوبة- وغرب كردفان»، بحيث يحكم كل من هارون والحلو واحدة منهما، وهذا المقترح يعزز مسعى الحركة الشعبية الرامي الى وجود «حديقة خلفية» في السودان، تستطيع عبرها الضغط على الخرطوم وقت ما تشاء، بدلاً من فتح معسكرات في أراضي الجنوب... * كما أن الخرطوم تتعرض لضغط من عدة جهات، حتى وافقت على تكوين لجنة ثلاثية من«الأممالمتحدة والجامعة العربية والحكومة» لبحث سبل إيصال الإغاثة الى جنوب كردفان.. علماً بأن الخرطوم ترفض دخول المنظمات الى الولاية، لأنها لا تريد تكرار تجربة «شريان الحياة» الذي تحول من إيصال الإعانات للمحتاجين الى إيصال الغذاء والعتاد للمتمردين * على كل سيظل ليمان وراء هدفه، مع زيارات خاطفة لناشطين الى مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق لتقديم صورة عن الوضع الإنساني تجعل «المجتمع الدولي» يضغط أكثر على الخرطوم لقبول عمل المنظمات.. وعندما تنتهي مهمة المبعوث سيأتي مبعوث آخر لحل قضية أخرى افتعلها شخص تحت ستار التهميش.