ü تناقلت وسائل الإعلام في مختلف أرجاء المعمورة وقائع ما حدث للممثل الأمريكي جورج كلوني وهو مصفد بالقيود أمام السفارة السودانية بواشنطن!! جورج كلوني لم يكن وحده فقد كان معه والده الصحفي الأمريكي المعروف نيل كلوني! ذهبوا مع مجموعة من المحتجين للتظاهر ضد ما أسموه حملة القتل المتواصلة على المدنيين في جنوب كردفان!! الشرطة المسؤولة عن حراسة السفارة حذرتهم من تجاوز الخط الأصفر!!ومع ذلك قام كلوني بتجاوز الخط الأصفر بهذا يعني أنه لا يعرف مسبقاً أن الشرطة ستعتقله وهذا ما يريده لكوني!! يريد صناعة الحدث والخبر حتى يجذب الانتباه ويحرك مؤشرات الأخبار تجاهه!! وهذا ما فعله نجم هوليود والذي كان أول ظهور له على الشاشة وهو في الخامسة من عمره مع والده في برنامج تلفزيون ثم سطع نجمه في هوليود عندما بلغ العشرين من عمره وسطع نجمه مرة إخرى في سماء السودان عندما زار دارفور قبل ستة أعوام، وسجل زيارة لجوبا وأعلن دعمه قبل وقت مبكر لانفصال جنوب السودان. كلوني الذي حاز على أكبر الجوائز في مجال التمثيل منها «الأوسكار»يبدو أنه يعرف طريقه جيداً فالأمر لا يخلو من طموح سياسي وهذا من حقه ولا نلومه على ذلك. ومع ذلك فأننا نشعر بكثير من الألم والحرج ونحن نرى هذه الصورة المهتزة للسودان والتي يتلاعب بها «كل من هب ودب» أمثال «كلوني» فقد أصبح السودان ويا للاسف أسير سوق نخاسة رخيص عند كل من يريد أن يبيع أو يشتري في دنيا السياسة!! فأمثال هذا ال«كلوني» يعبرون الخطوط «الصفراء» و«الحمراء» و«الزرقاء» للوصول لأهدافهم عبر تلطيخ سمعة السودان وأظهاره أمام الرأي العالم والعالمي بأنه المكان الوحيد الذي يمارس فيه القتل والتنكيل!! المسألة أكبر مما يتصور دعاة الحرب الذين يعارضون و«يفرملون» أي محاولة جادة لتجنيب السودان الدمار وانقاذه من أتون الحرب ولهيب المعارك التي أصبحت للاسف ميزة له في العقود الأخيرة. «كلوني» تجاوز «الخط الأصفر» وتم اعتقاله ولكن ماذا عن ناس «الزنكلوني »الذين تجاوزوا «الخطوط الحمراء» وينادون كل يوم للحرب وللقتال.