حصلت «آخر لحظة» على تفاصيل مثيرة عن المفاوضات التي جرت في الخرطوم بين وفدي حكومتي شمال وجنوب السودان والتي انتهت بالاتفاق على توقيع الرئيسين في الثاني من أبريل القادم على مسودة الحل النهائي. وكشف دينق ألور وزير خارجية جنوب السودان في حديث خاص ل«آخر لحظة» عن اتفاق شامل تم التوصل إليه ولم تتبقَ إلا اجتماعات اللجنة العكسرية الأمنية المشتركة في أديس أبابا الأسبوع الجاري لحسم ملف المعارضة المسلحة الجنوبية في الشمال والمعارضة الشمالية في الجنوب وترتيبات استيعاب كل طرف لمعارضيه، وقال ألور إن الأزمة انفرجت والعقدة حلت بدون ضغوط دولية ولا وساطة خارجية باستثناء جهود الاتحاد الأفريقي الذي يرعى التفاوض. وقال باقان أموم رئيس وفد دولة جنوب السودان في حفل العشاء الذي أقامته رئاسة الجمهورية أمس الأول بفندق الفاتح، إن المرحلة الحالية هي الانتقال من مناخ المواجهة والتصعيد إلى مناخ التفاهم والسلام، ووصف لقاء وفد جنوب السودان بوزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين ووزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد ومدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا المولى ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق عصمت عبد الرحمن، باللقاء النادر جداً، وأضاف «الصراحة التي تحدثنا بها في اللقاء هي ليست من عادات السودانيين في الجنوب والشمال». وأكد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية أن المشاكسة مع الخرطوم انتهت وأقبلنا على مرحلة جديدة، وقال أموم إنه تلقى اتصالاً من الرئيس سلفاكير المتواجد في بروكسل وسأله عن مسار المفاوضات وطمأنته على أننا قطعنا شوطاً بعيداً وعبرنا جسر عدم الثقة. وفي حديثه ل«آخر لحظة» قال دينق ألور إن قضية أبيي في طريقها للحل النهائي، ولم يستبعد دينق ألور زيارة وفد من دينكا نوك للمسيرية في المجلد في سياق البحث عن حلول للتعايش المشترك وقال «سنبدأ الخطوة الأولى وعلى أهلي المسيرية الخطوة الثانية». وأكد إدريس محمد عبد القادر في كلمته بالاحتفال أن المفاوضات حول القضايا المشتركة مضت بعيداً وأن لقاء البشير وسلفاكير يمثل قطفاً لحصاد التفاوض. وتشير «آخر لحظة» إلى أن وفد حكومة جنوب السودان لم يلتقِ عناصر المعارضة الشمالية كما كان يفعل من قبل، ولم ينشط الوفد في لقاءات صحافية «تعكر» مناخ التفاهم وقد عانق باقان أموم ودينق ألور القيادات الحكومية بحرارة بالغة وتبادل القفشات، وقال أموم إنه يتابع «آخر لحظة» يومياً وبعث بتحاياه للصحافيين.