في داخل الإنسان ثمة أسئلة قلقة أهمها سؤاله عن الملل، واقتحامه لحياته وتهديده لمستقبله، بسبب تأثيره القاتل، فيصرخ لماذا يا ملل انت في حياتي؟ ومتى أخرج من دائرتك القاتلة! فيجاوبه الملل.. أبحث في نفسك تجد الإجابة؟! و«آخر لحظة» خرجت مع السؤال لتضعه أمام الإنسان حتى يخرج من دائرة القلق والملل.. بالوقاية منه. عمر أحمد-صمت برهة ليقول لنا.. في العمل ما كنت أشعر بالملل، ولكن ظهرت أعراضه عندما تم تغيير الإدارة، وبالتالي تغيرت المعاملة والأسلوب والتعامل، وبدل المرونة أصبحت الصعوبة، ولم أعد أرغب في العمل، فبيئة العمل طاردة، وأصبحت أملّ وأزهج وفي حالة قلق يومي، بالإضافة للأعباء الجديدة دون مقابل. راشد سيفي-قال.. يقلقني عدم التقدير للجهد الذي أبذله، مما يجعلني أصاب بالملل في العمل، وجعل للملل مساحة تتمدد في تفكيري.. وعندما أطالب بالتقدير، لا أجد مسكناً غير الصبر والرجاء والانتظار، أنا مللت وليس ذنبي بل ذنب ظروف عملي. مها-موظفة وست بيت-قالت لنا: الملل يمكن قهره بالعمل، وأنا موظفة ولدي واجبات وزمني ليس به مساحة للملل، فالعمل والأولاد يأخذان وقتي حتى أنني أسرق اللحظات لزيارة الأهل لذلك سعيدة وفرحانة لأن حياتي لا تعرف الملل. «ن.م» موظف-فاجأني بأنه حاول الانتحار قائلاً: لقد أدمنت الفشل وزهجت ومللت وفكرت في الانتحار، لولا قوة إيماني الذي انقذني.. وظيفتي لا ترضيني، راتبي بسيط، وغير ثابت، وخطيبتي تركتني، ولم أوفق في زواجي أو عملي، تعبت وأرهقني التفكير.. فقط رجوعي لله وإيماني به وصلاتي إعادة الثقة لنفسي لابدأ من جديد. وعن الجانب النفسي تقول د. وفاء الأمين اخصائية علم نفس، إن البيئة المحيطة لها الأثر الكبير في التأثير على الإنسان وانفعالاته واستجابته للملل والقلق والخوف، وكلها صفات تجيء تباعاً لعدة أسباب الفشل، الخسران، الفراغ، التفكير السالب، وعلى الإنسان إن يثق بنفسه ليهزم مخاوفه، وأن لا ييأس حتى لا يتسرب الملل إليه، فهو قاتل بطيء للإحساس وبارد للمشاعر، وكذلك تغيير البيئة التي يشعر فيها بالملل لأنها لا تساهم في إسعاده وفرحه، فيجب تجنب الاستسلام للملل واخلقوا فرص الحياة بسعادة.