تجددت الدعوة مرة أخرى لقيام القمة الرئاسية بين المشير البشير رئيس السودان وسلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب بعد أن عصفت الأحداث الأخيرة التي قام بها الجيش الشعبي بالهجوم على منطقة هجليج حيث برزت الى السطح ثانية بعد تدخل الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي وجلوسه مع الرئيسين وتأكيده على أهمية قيام القمة بين الطرفين التي يرى من شأنها ان تسهم في حل الكثير من القضايا وأبرزها تواجد الجنوبيين بالشمال وكذلك الحال بالنسبة للمواطنين الشماليين في الجنوب الأمر الذي دفع الحكومة السودانية لوضع بعض الاشتراطات والتي على ضوئها يتم قيام القمة المرتقبة حيث تمثلت تلك الاشتراطات في ان انعقاد القمة بأديس أبابا مرهون بالتوصل لاتفاق شامل لوقف العدائيات بين الخرطوم وجوبا والتوقيع عليه في اديس ابابا في الجولة المقبلة وكشف رئيس وفد السودان في مفاوضات اديس ابابا وزير الدولة برئاسة الجمهورية ادريس عبد القادر في تصريحات صحفية عن استئناف اللجنة السياسية والأمنية المشتركة لمفاوضات اديس خلال فترة لاتتجاوز الأسبوعين وأشار ادريس الى ان الاجتماعات مع امبيكي لتدارس الأمر بشكل مستفيض حول الموضوعات الأمنية والترتيبات اللازمة التي ينبغي أن تقوم على الصراحة والاعتراف والشفافية التي قطع بأنه من دونها لايرجى تحقيق أي تقدم عملي على أرض الواقع وقال ان الاجتماع بين الرئيس وامبيكي امن على ان التقدم في مجال بناء الثقة والأمن المتبادل هو الضمان الوحيد لفتح المجال لانعقاد القمة المرجوة وفي السياق قال المتحدث الرسمي للخارجية السفير العبيد مروح ان أمر انعقاد القمة يمكن أن يناقش بعد التوقيع على وثيقة الوساطة الشاملة التي توصي على وقف أي عمل عدائي واقامة علاقات ايجابية بين البلدين قائمة على التوافق حول الجانب الأمني والموافقة والتوقيع على مقترحات السودان التي أبداها مقترح الوساطة في ثلاث نقاط تتعلق بالاتفاق على الحدود بين البلدين وفك الارتباط بين الفرقتين التاسعة والعاشرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والتزام كل دولة بعدم دعم الجماعات المسلحة المعارضة للدولة الأخرى فيما ذهب المحلل السياسي والأستاذ الجامعي د. الأمين عبد الرازق الى أن الشروط التي وضعتها الحكومة السودانية ليست ذات قيمة وقال يجب ان لاتكون بين بلدين كانا في يوم من الأيام بلدا واحدا مؤكدا على أن الأمر يتطلب توفر الارادة من المؤتمر الوطني وأن لايترك الأمر للذين يسعون لتوسيع الهوة بين البلدين والابتعاد عن وضع العراقيل أمام سير المفاوضات ولا مانع ان تسير المفاوضات مع سير الحرب واوضح اذا توقفت الحرب على ماذا تفاوض الحكومة واشار عبد الرازق الى ان وضع الاشتراطات يؤكد عدم الثقة بين الطرفين وارجع ذلك الى التردد الكبير في أوساط المؤتمر الوطني الذي كل ما تقدم خطوة يجي راجع خطوتين بدليل ما حدث في الاتفاق الاطاري بين نافع ومالك عقار في اديس ابابا وقال ان حكاية تأجيل المفاوضات وحدها يستاهل ان يقوم الرئيس بنفسه بادارة الحوار ووجود الرئيسين على طاولة المفاوضات يعزز الثقة وعزا الأمين نجاح القمة الى توفر الارادة السياسية للقمة وما حدث بين السادات واسرائيل لو كان حاور كثيرا لما نجح في كامب ديفيد وابان ان تواجد الجنوبيين أو الشماليين بكلا البلدين لايهم لأنهم مفصولون سياسيا وليس اجتماعيا وثقافيا واكد الأمين على أهمية تسريع الحوار حتى لاتتدهور الأوضاع بين الجانبين اكثر من ذلك والجلوس الى المفاوضات افضل من دعم الحركات