وراثة العرش فى بريطانيا لها تقاليد راسخة ولم تتغير طيلة ثلاثة عقود، فوفقا للنظام الملكي يعتلي عرش بريطانيا أول مولود ذكر للملك، أما الأنثى فلا تتولى العرش إلا إذا لم يكن لديها إخوة ذكور، وهي حالة الملكة اليزابيث الثانية التي ورثت عرش أبيها الملك جورج السادس في عام 1952. لكن هذه الوراثة الملطية ستتغير وبالتالى تتغير القواعد التاريخية لإعتلاء العرش حيث وافقت الدول ال 16 الأعضاء في منظمة الكومنولث على المساواة في المستقبل بين الذكور والإناث في فرص اعتلاء العرش. وسيسمح ذلك بأن يعتلي العرش المولود الأول للأمير وليام وكاثرين سواء كان ذكرا أم أنثى. وقد جاء تأييد هذا التغيير أثناء قمة الكومنولث التي ترأستها ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية فى شهر أغسطس الماضي في بيرث بشمال غرب أستراليا. وسيتطلب هذا التغيير إجراء تعديلات على تشريعات يعود تاريخ بعضها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر منها القانون الخاص بزواج أفراد العائلة المالكة الصادر عام 1772، كما سيتضمن التغيير إلغاء البند الخاص الذي يلزم سلالة الملك جورج الثاني بضرورة الحصول على موافقة الملك قبل الزواج. كما تم أيضا التخلي عن القاعدة التي تمنع المتزوج من كاثوليكية أو المتزوجة من كاثوليكي من إعتلاء العرش البريطاني، وفقاً لقانون يعود إلى عام 1701، لكن سيتعين على من يعتلي العرش البريطاني أن يكون بروتستانتياً لأنه يعتبر رئيساً للكنيسة الإنجليكانية. وقد ثبت هذا المرسوم وراثة العرش الإنجليزى لصوفيا منتخبة هانوفر وورثها البروتستانت. وقد أجاز البرلمان الإنجليزى القرار نظراً لأنه لم يكن لوليام الثالث ذرية، كما أن خليفته ملكة المستقبل آن، كانت قد فقدت الأبن الوحيد الذى بقى لها. ولم يكن البرلمان يرديد رومانياً كاثوليكياً ملكاً على عرش إنجلتران بعد وفاة آن. وستشكل مجموعة دولية للإشراف على هذه الإصلاحات لكي تدخل حيز التنفيذ في وقت متزامن في بريطانيا وبقية دول الكومنولث وبينها أستراليا وكندا وجمايكا ونيوزيلندا إضافة الى دول في المحيط الهادىء. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هذه الخطوة بأنها تشكل لحظة تاريخية للنظام الملكي، وستنهي قواعد لم يعد لها أي معنى. وكانت السلطات البريطانية قد أبدت مراراً تحفظاً في إعادة النظر في قوانين وراثة العرش خوفاً من إعتماد الإصلاح في جميع الأنظمة الملكية، وخشية من أن يغذي الموضوع الحركات المناهضة للملكية. غير أن الملف طرح مجدداً مع زواج الأمير وليام في شهر أبريل الماضي، فالأمير وليام هو نجل ولي العهد الأمير تشارلز ما يضعه الثاني في تراتيب وراثة العرش. ويشار إلى أن الملكة اليزابيث الثانية ستحتقل العام المقبل بذكرى مرور ستين عاماً على إعتلائها العرش البريطاني. وكان إستطلاع للرأي أجري في شهر يونيو الماضي قد أظهر أن ثلث الكنديين يريدون قطع أي علاقة مع الملكية البريطانية، فيما بلغت هذه النسبة 41 فى المائة في أستراليا بحسب إستطلاع أجري في شهرمايو الماضي. وتضم قائمة ترتيب العرش ما يقارب 1600 شخص مرتبين على السلم المتبع في القصر الملكي ومن ضمنهم أحفاد ملوك المملكة المتحدة وملوك من نسل الملكة فكتوريا. وتبدأ قائمة الأوائل على العرش بالأمير تشارلز نجل الملكة إليزابيث الثانية وأمير ويلز وولي العهد، ويليه فى الترتيب الأمير ويليام دوق كامبريدج وهو نجل أمير ويلز، ويليه الأمير هاري نجل أمير ويلز. وتضم قائمة الترتيب خمسة عشرة أمراء من السلالة المالكة، وهناك قائمة ملوك من نسل الملكة فكتوريا في أوروبا وترتيبهم فى العرش البريطاني.