على الرغم من المجهودات التي بذلتها الدولة ولا زالت تبذلها على كافة المحاور الاقتصادية من أجل تحديد سعر الصرف فقد عاد الدولار الى الارتفاع مرة أخرى، وذلك بوصوله الى أكثر من 6 جنيهات، وجاء هذا الارتفاع الكبير في وقت تشهد فيه الدولة بعض الأحداث التي عززت من قيمة الصرف، وزادت في ارتفاعه، وجعلت هناك شحاً كبيراً في الحصول عليه، وأثر تأثيراً مباشراً على الحياة العامة للمواطن من خلال الزيادات الكبيرة في أسعار السلع الأساسية.. وبالطبع فإن هذه الأحداث المتمثلة في حرب هجليج، جعلت من الصعب انزال سعر الصرف الى أقل من 5 جنيهات، وفقدان البترول الذي كان في السابق يعود بكميات معقولة من الصرف، كانت تحافظ على أسعار الصرف في حدود معقولة، ولكن اليوم هناك شبه اجماع على صعوبة الحصول على النقد بكميات تفوق الألف دولار.. وهذا ما أكده تجار العملة بالسوق الموازي.. وقال أحد التجار إن الدولار شبه معدوم، والكميات المتداولة في السوق قليلة، لأن الدولة تفرض رقابة كبيرة على السوق، وبعد أن نجحت في تقليل عمليات السفر، فهي تقوم بعمليات تمشيط للسوق، بغرض محاربة التجار وتقليل نشاطهم، ونتيجة لهذه التحركات أصبح من الصعب أن يقوم تاجر ببيع عملة لاي مواطن إلا بعد التأكد من سلامة الاجراءات.. ولهذا يفضل التجار الشراء للنقد أكثر من البيع.. فيما ذهب بعض المراقبين الى أن أسعار الصرف تتحكم فيها بعض الجهات التي تسعى لتحقيق الكسب السريع، وقال الخبير الاقتصادي د. محمد الناير إن الفرق الكبير في سعر النقد ناتج عن خطأ لبعض السياسات، وناتج عن جشع التجار وممارسة للعمل غير المشروع، والتحايل من تجار العملة على كل السياسات من البنك، فلا يعقل أن يكون السعر الرسمي للدولار 2.75، وفي الموازي أكثر من 6 جنيهات... والمفترض أن تكون هناك حلول، وذلك بتعديل سعر الصرف للمصدرين، وأن يكون سعراً تشجيعياً يختلف تماماً عن السعر الرسمي، لأن الصادرات غير البترولية حققت ما يقارب 1.4 مليار دولار، والذهب حقق حوالي 750 مليون دولار خلال الربع الأول من العام، فيجب التركيز على تلك الصادرات، وثانياً أن تعمل الدولة على الحصول على قرض لدفع ميزان المدفوعات، وليس بالضرورة أن يكون القرض في استثمارات كبيرة.. بل يكون مصدر دخل للنقد.. والتحديات ستكون خلال هذا العام، ولكن برأيي أنه في الأعوام القادمة لا يمكن أن تكون هناك مشكلة في النقد، إذا قامت الحكومة فعلاً بتحقيق تلك الخطوات، ووضعت بعض الاستراتيجيات التي تعمل على ذلك.