حبيبو ... يا حبيبو .. . يا صاحبي .. عفوا .. حاولت أن أكتب عنك يا صديقي في صباحية الفاجعة ، داهمتني موجة من الحزن والكآبة ، ترحمت عليك ، يا نادر خضر ، كنت أريد الإتصال بالصديق عبد العظيم صالح لإيقاف الصرخة المرسلة وإرسال كلام بديل ، لكن وجدت نفسي مثل ريح منطفئة ، ريح خامدة تجثم الكآبة على نفسي ويزلزلني حزن من القاع إلى القاع ، لماذا أيها الحزن تطاردنا كطاحونة تلتهم الأيقونات الجميلة ، لماذا لا نستطيع أن نهرب منك ، لماذا لا نعرف كيف الفكاك من أسرك ؟. بكيت يا صاحبي وأنا أقود سيارتي على الخط السريع في أصيل مسربل بالحزن ، بدت الشوارع والمعالم كلها يا صاحبي باهتة وخالية من النبض .هل تذكر آخر محادثة بيننا ؟، كنت أيامها عائدا من رحلة فنية في تركيا إستفضنا في الحديث ، وشرعت تستعرض مشاريعك المستقبلية ، بحت يا صاحبي أن المعوقات التي كانت تقف أمامك لتقديم الجديد خرجت من حياتك بدون عودة ، وتواعدانا على أن نلتقي في جدة ، وها أنت اليوم بعيد عنا في الضفة الاخرى . فا جعتي فيك كبيرة يا صاحبي ، أذكر في ذلك الصباح ، كنت أول الحضور إلى العمل فتحت جهاز الحاسوب لمطالعة بريدي وكتابة الصرخة ،عبرت عيوني على خبر لا أدري من أين هو قادم ، حينما طالعته كانت الصدمة ولم أمتلك الا أن أردد « إنا لله وإنا إليه راجعون « . وأترحم عليك . نادر عبرت من الحياة يا صاحبي إلى الضفة الأخرى وتركت خلفك إرثا وذكرى طيبة لدى الملايين من محبيبك ، كان الود يا صاحبي بيننا شمس وقمر كما هو الود بينك والملايين من محبيك ، كان موعدنا أن نلتقي وتصدح فيه بالأيقونة التي يرتسم صداها في غرف القلب مزيجا من الألم والحسرة والفرقة ، الأيقونة التي كلما سمعتها بصوتك يزلزلني الحزن وأركض حافيا في أودية الريح مثل مهر هارب من الليل والضباب إفتقدتك يا صبا عمري وشبابي إفتقدتك لما زاد الشوق عذابي إفتقدتك في أسايا وفي شقايا وفي إغترآآآآآآآآبي وإفتقدت الإبتسامه والعيون الساحره يو م يسحر كلاما الآن نفتقدك يا أيقونة ملأت الدنيا حبا وسلاما وعطرا ، الآن بدت أستفيق من هول الصدمة وأسال يا صاحبي لماذا كان ذلك الصباح رتيبا ومتوجسا ومزحوم بالهواجس ، لماذا كان ذلك الصباح مثل دفتر غير مرتب الحواشي ؟. ما زلت أذكر صوتك حينما جاءني في ليلة مزحومة بصهيل الحزن ، كان ذلك في آخر الليل في نهاية الأسبوع قبل بضعة أشهر ، تحدثنا لأكثر من ساعة وكان ثمة طرف آخر يستمع إلى حديثنا ويشاركنا في الحوار ، ضحكنا جميعنا يا صاحبي كما لم نضحك من قبل ، تواعدنا أن نلتقى يا صديقي الجميل ولكن تغيرت المواعيد وإنتقلت إلى الضفة الأخرى فرحمة الله عليك يا نادر خضر .