وزير يبحث عن دولة .. العنوان مثير للانتباه، ولكن في زمننا هذا كل شيء وارد، والطموح يجعل الفئران تفكر في صيد الثعابين والغزلان، تفكر في صيد النمور، وهكذا حال وزيرنا الذي يبحث عن دولة.. قامت لجنة سياسية لأبناء النوبة بالمؤتمر الوطني على خلفية حديث شفاهي من نائب رئيس الحزب سابقاً الدكتور نافع علي نافع، مسؤول قطاع التنظيم، وهذه اللجنة جاءت على خلفية الانتخابات المزمع اجراؤها في ولاية جنوب كردفان وقتذاك، وكان توجيه نافع الشفاهي لأبناء النوبة بالمؤتمر على تكوين لجنة لمساندة المؤتمر الوطني في الولاية، ولكن المفهوم أن اللجنة قامت على أساس آخر غير الذي كونت من أجله، وأخذت منحى آخر، وتسلق عبرها من تسلق، واستوظف عبرها من استوظف، آخر ما فكرت في فعله هذه اللجنة إن تفاوض أبناء النوبة في اسرائيل، وأبناء النوبة في القاهرة، وأبناء النوبة في أمريكا، ولكن أبناء النوبة في المهجر هم أناس ذهبت بهم الظروف المعيشية مثلهم مثل غيرهم من أبناء السودان، لكن هؤلاء أرادوا أن يجعلوا من الحبة قبة، ومن اللامشكلة مشكلة، حتى ينعموا بالدولارات التي تعود لهم من السفرية الى أي دولة. طبعاً هذا أمر طبيعي، ولكن الأمر الذي يجعل المرء يشد على حاجبيه أن يتطاول رجل جاء من العدم ليظهر على الناس فجأة، ويحدثهم عن تهميش أبناء النوبة، وينتقد حديث رئيس الجمهورية ويقول إن حديثه ليس موفقاً عن الجبال والحرب جبل جبل.. وهذا الرجل يشغل منصباً في ولاية الخرطوم، الغريب أن الرجل لا يرضى بما هو عليه الآن، ولكنه يبحث عن دولة، ويقول إن الجنوبيين صارت لهم دولة فكيف لايكون لنا دولة؟ الصحيح أن الطلب مشروع، ولكن أن تنال دولة اثنية، فهذا غير وارد، إن الدول تبنى ببنيها، ولا تبنى بالعدم، وبنوها هؤلاء الذين لا تفرق بينهم الألوان ولا الألسن ولا المناطق. المؤتمر الوطني وحده من يؤسس لتقسيم الناس، هل بربكم جنوب كردفان في حاجة الى تقسيم أبناء النوبة بالحركة الإسلامية، وأبناء النوبة بالمؤتمر الوطني أقرعوا الواقفات.