الإخوان المسلمون تنظيم عريق وقديم.. وحركة الإخوان المسلمين نشأت في مصر في الإسماعيلية برئاسة الشيخ حسن البنا عام 1928 كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين وأخلاقياته.. وفي العام 1932 انتقل نشاط الجماعة إلى القاهرة كنشاط ديني ولم يبدأ كنشاط سياسي إلا في العام 1938. خرج الإخوان المسلمون في الساعات الأولى للثورة المصرية صباح يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 وسبق هذا الخروج إعداد وتنسيق بين شبابهم وبقية الشباب المصري على موقع التواصل الاجتماعي من أجل إنجاح الثورة واقتلاع النظام الحاكم.. وبالفعل نجحت المخططات التي برع فيها شباب الإخوان المسلمين من الهتافات حتى الأعلام الكبيرة التي كانوا يعدون لها لإنجاح الثورة خاصة في أيامها الأولى. لم يلتفت الإخوان إلى تحذيرات الأمن المصري وتهديداته التي وصلت إليهم بصورة مباشرة قبل الثورة بثلاثة أيام.. حيث قامت قوات الأمن بتفريق المظاهرات بالقوة في كافة أرجاء مصر وتم اعتقال العشرات منهم.. بل المئات ولكن فطنة وذكاء الإخوان ومعهم شباب الثورة الهمتهم فكرة التمسك بميدان التحرير من أجل قيام حشد دائم عليه حتى إسقاط النظام. دعا الإخوان وبقية القوة الثورية المشاركة في تنظيم المظاهرات أن يكون يوم الجمعة 28 يناير «جمعة غضب» على النظام بسبب ما أقدم عليه يوم الثلاثاء.. أعلنت الحكومة المصرية حالة الاستنفار واحتشدت قوات الأمن والشرطة في كافة الميادين ويقدر عدد القوات بحوالي 850 ألفاً في مختلف المحافظات لكبح جماح الثورة التي انطلقت من ميدان التحرير لتغذي باقي المحافظات بشريان الصمود من أجل النصر. برع شباب الإخوان في ابتكار الهتافات والتي بدأوها «بسلمية سلمية» وهو ما أحرج وحيّد بعض قيادات الأجهزة الأمنية المكلفة بقمع المتظاهرين. التنسيق والترتيب الجيد وسط الجماعة جعل اللجان التي انشأوها هي التي عملت على إنجاح الثورة المصرية.. فهناك لجان بالأحياء دورها تغذية الميادين بالمتظاهرين وإخراج الناس من بيوتهم بالرغم من الأيام الأولى التي تخوف فيها الناس ولكن عملت الجماعة على كسر حاجز الخوف وابتكروا أساليب جديدة وظهرت عندما استخدمت الشرطة الماء اصطف شباب الإخوان وكبروا وركعوا مما جعل السلطات تتراجع عنهم. ظلت محاولات الأمن في منع التقدم لكن عشرات الآلاف نجحت في الوصول إلى ميدان التحرير خصوصاً من شارع قصر العيني وكوبري قصر النيل وجسر 6 أكتوبر وميدان عبد المنعم رياض. وبدأ الأمن يطلق الرصاص المطاطي ورصاص الخرطوش ثم الرصاص الحي ليسقط في هذا اليوم مئات الشهداء وآلاف الجرحى. ونواصل..