خاطب الرئيس البشير حشوداً جماهيرية في مدينة كسلا.. من بين حضور ذاك الخطاب الرئاسي سمو أمير دولة قطر وفخامة الرئيس الأريتري.. المشير البشير أقر أمام الدنيا والعالمين أن حكومته كانت تقدم الدعم الوافر لثوار ليبيا.. لا أحد على وجه الدقة يستطيع أن يتنبأ بما انتاب الأمير القطري الذي لولا جهود دولته ربما تأخر الربيع العربي في إيتاء أكله في طرابلس.. ولكن دون أدنى شك أن الرئيس أفورقي قد تحسس كرسيه الذي يجلس عليه.. كل مبررات الغضب التي جعلت الخرطوم تناصب عقيد ليبيا العداء كانت متوافرة بصورة أكبر في ملف أسياسي أفورقي. أمس الأول ارتكب مسؤول التنظيم بالمؤتمر الوطني خطأ فادحاً داخل مربع العلاقات الثنائية مع الشقيقة مصر.. صديق حامد أعلن أن حزبه يؤيد المرشح محمد مرسي لرئاسة مصر.. حزبنا الحاكم تجاوز الأعراف الدبلوماسية وحشر أنفه في شأن لا يخصه.. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد أن بلاده لا تفضل مرشحاً بعينه.. فيما حزبنا الحاكم أعلن عن هواه صراحة. لم تكن تلك اللمسة الخشنة الأولى.. الصحافة المصرية كانت قد تناقلت نبأ عظيماً.. الحكومة السودانية أرادت أن تكرم مسوى رئيس حزب الوفد الزائر للخرطوم فأمرت له بمليون فدان من أراضينا الخصبة.. صحيح أن حكومتنا تراجعت عن الأمر وقالت إن المكرمة لعموم شعب مصر. ومن قبل خص الحزب الحاكم مصر بميزة تفضيلية.. بعث المؤتمر الوطني بسفير للدولة وآخر للحزب.. أصبح للمؤتمر الوطني دار وللحكومة سفير.. إقراراً بصعوبة الفصل بين المهمة الحزبية وأختها الدبلوماسية تم لاحقاً تعيين سفير المؤتمر الوطني كمال حسن علي سفيراً لجمهورية السودان.. في ذات الوقت لم ينهِ المؤتمر الوطني تمثيله الحزبي في قاهرة المعز. في تقديري أن الحزب الحاكم لم يكن موفقاً في إعلان مشاعره.. بداية انتخابات مصر رغم ارتباطها الوثيق بالشأن السوداني.. إلا أنها تظل شأناً يخص شعباً آخر.. وهل يكتفي المؤتمر الوطني بصالح الدعوات للشيخ مرسي أم سيرسل له هدية من الأبقار والأغنام تعينه في مشواره إلى قصر القبة. الحرج الأكبر الذي سيصيب المؤتمر الوطني ماذا إذا فاز الجنرال أحمد شفيق.. فوز شفيق أمر محتمل إن لم يكن راجحاً.. أعتقد وقتها سيبل صديق حامد تصريحاته ثم يتجرعها مثل السم الزعاف. في تقديري ربما يكون الدكتور محمد مرسي أشقى الناس بدعم (إخوان السودان.. الذين يخافون من حكم الإسلاميين في مصر يقدمون تجربة إسلاميي السودان كبرهان للفشل والإنغلاق وحب الذات.. حزب الحرية والعدالة يتجه لحكم مصر مسنوداً بإرادة شعبية ومباركة من كل العالم.. فيما حزب المؤتمر يمضي على النقيض. مطلوب الآن من المؤتمر الوطني أن يتبرأ من تصريحات أمين التنظيم المهندس صديق حامد ويعلن جهاراً أن مصر للمصريين.