طبيب جراح قلوب الناس بيداويها والقلب روح الإنسان هكذا تواردت الكلمات في خاطري،، وأنا أدلف لمركز السودان للقلب لإجراء دردشة قصيرة مع الدكتور محيي الدين محمد محيي الدين أحمد إستشاري أمراض وجراحة القلب الطبيب الانسان.. *سألته مندهشاً أنت صغير السن وما زلت شاباً لقد تخيلتك؟ -أجابني ضاحكاً: هو سؤال تكرر على كثيرًا بحكم التخصص ،، الجميع يعتقد أن الجراحين كبار في السن وخاصة الجراحات الدقيقة، لكن الحمد لله لقد درسنا وتخرجنا ونجحنا وله الحمد. *تخصصكم صعب جدًا في أهم عضو للانسان وكذلك استخدام آخر الطرق للجراحة لعلاج القلب والشرايين حدثنا عن ذلك؟ -أنا استشاري واختصاصي في جراحة القلب عملت في أماكن كثيرة جدًا عملت في موسكو وسويسرا وأمريكا ولاية أوهايو ، وبجامعة هارفارد أيضا والآن أعمل بكندا، وأخيرًا تخصصت في الجراحة بطرق جديدة لأمراض القلب والشرايين عبر الانسان الآلي والفتحات الصغيرة ،، وعبر وضع الدعامات ،، وهذا هو الطور العلمي الأخير الذي وصلت إليه طفرة الطب في مجال القلب والشرايين،، أيضا في مجال إستبدال الصمامات عبر فتحات صغيرة بالقسطرة ،، وكل هذه التدخلات العلاجية عبر القسطرة والأشعة المقطعية ،، وعبر الانسان الآلي ،، وهذا المجال ليس موجوداً في السودان أو الشرق الأوسط ،، وربما يكون موجودًا في المملكة العربية السعودية ،، وهو نظام حديث ومكلف وفوائده تقليل المخاطر ،، وهنالك تدخلات لايمكن علاجها إلا عبر هذا الأسلوب الحديث ،، وتزيد من معدل النجاح. *كيف استطعت أن تصل لدراسة هذا التطور وتنال فرصتك في الخارج مع المنافسة القوية؟ -والله نحن إجتهدنا وصبرنا وعملنا على أن نصل لهذا المستوى في دراسة صعبة ونادرة،، وعملت في مراكز ومستشفيات كبيرة في أمريكا مثل كليفن كلينغ وهو أحدث مركز لدراسة وجراحة علاج القلب في أمريكا ،، وهناك سودانيون أطباء أيضاً غيري متميزون لكن الفرص ليست بالسهولة وهي مثابرة ،، وأنا إنتظرت طويلاً وضحيت بأشياء كثيرة ،، وسافرت كثيرًا ،،وفقدت أعز الناس ،، وأصدقاء لطول فترة السفر والعمل ،، ولكن الحمد لله نجحنا في التخصص ،، والآن نعود لنخدم الوطن والأهل. *أمراض القلب في السودان كيف تراها وبماذا تنصح؟ -نحن بدأنا مجال القلب في الستينيات ،، والآن نمضي بخطى حثيثة في هذا المجال ،، وهذا المركز يؤدي خدمة متميزة ،، ولكن أعتقد أن التطور لدينا بطئ ونحتاج الى المزيد من الاهتمام ،، وأمراض القلب في السودان تأتي من أمراض الضغط النفسي ،، والسكر ،، وعدم الحركة وبالذات عندما بدأت بالمركز منذ 2002 نسبة الصمامات هي الأكبر الآن مشاكل الشرايين هي الأكبر والمرضى صغار السن أعتقد أن ضغط الحياة أصبح عالياً ،، والأكل الوجبات السريعة وإيقاع الحياة الضاغطة ونحتاج إلى ثقافة الاجازات ،، وهي شئ ضروري لراحة الانسان ،، وأدعو لها بأن يأخذ الناس راحةً واستجماما في السنة ،، وأوصي أيضا بوجود الكشف الدوري لمعرفة صحة الجسم وتفادي الأمراض خاصة أمراض الضغط والشرايين ،، والضغط يسمى القاتل الصامت. *مواقف إنسانية واجهتك في العمل؟ -حقيقة السودانيون التعامل معهم جميل وانساني بعكس الآخرين في الخارج فعلاقتي مع المرضى تستمر لما بعد العلاج بالتواصل ،، وتلقيت هدايا كثيرة عرفاناً وشكرًا كما أعتقد أن هذا واجبنا وأجمل هدية طبعا هي ابتسامات الرضا من المرضى ،، ودعواتهم لنا بالتوفيق والنجاح وكذلك أذكر أن أحدهم كتب شعرًا وأهداني إياه وهو الدوبيت وقال: انطق يا لساني فوق ود العزاز الوفقو الرحمن الأدب والتواضع الفيك ما لقيناه فوق انسان اخصائي القلب والشرايين قشاش دموع عيان سألتو من الإسم قالي محيي الدين نادرمتيلك والجوك محظوظين *هوايات محببة إليك وأغنيات تطرب لها؟ -أنا أمارس الرياضة وأحبها لأن العقل السليم في الجسم السليم ،، ولذلك أمارس رياضة التاكندو ،، ولدي حزام فهي رياضة فكرية عضلاتية فنية أما الاستماع للأغنيات فأنا أهوى سماع المدائح النبوية ،، وهي تهيئ النفوس وتسمو بالروح في سماع صفات الرسول صلى الله عليه وسلم.