(القربة) أحدى الأواعي التي كانت تستخدم قديماً بكثافة عالية لحفظ الماء،، ولكنها انحسرت كثيراً وقل استعمالها بعد دخول البدائل المتطورة مثل الثلاجات،، وأصبحت تستخدم في نطاق ضيق جداً خاصة لدى المزارعين والرعاة، ولكن مع ذلك فهي تعتبر من التراث الذي يفخر ويعتز به أهل السودان، (فالقربة) تتميز بتبريد الماء بنكهة رائعة ومنعشة للحد البعيد،، وتصنع من جلد الماعز بعد أن يتم سلخه بصورة دقيقة ونزع الشعيرات منه،، ومن ثم تتم دباغته بماء القرض ويغسل بعد ذلك بالماء،، ويعاد دبغه مرة أخرى بالقطران،، وهو عبارة عن نواة البلح بعد حرقها، وبعد ذلك تضاف لها ضفيرة لتثبيتها مصنوعة من خيوط من الغزل السميك يتم ربطه في الجزء الخلفي للقربة، ويتم دهن الضفيرة بالشمع والزيت والودك، فقديماً كان يكثر استخدامها في جلب الماء من النيل والتُّرع وتربط على اللواري والعربات السفرية وغيرها. ويشارك القربة في هذا التاريخ الطويل (المشلعيب) الذي اندثر تماماً وأصبح من التراث، وهو عبارة عن أربعة ضفائر تصنع من السعف في شكل مثلث يتم وضعه في أسقف المنازل والغرف، وله العديد من المسميات مثل (دواء الكديس) وذلك لاستحالة وصول الحيوانات إليه والظفر بالطعام المحفوظ فيه.