على الرغم من السياسات التي انتهجتها الدولة لضبط وتحديد أسعار الصرف، وجعلها في الحد المعقول، بإتاحة الحصول على الدولار بالنسبة للمسافرين، فقد عاود الارتفاع بشكل أكبر من السعر الذي سمحت به الدولة للصرافات عند 5.20 كأعلى سقف، حيث قفز سعر الدولار بالصرافات الى 5.530ج للمسافرين في زيادة غير مسبوقة، منذ بدء تطبيق السياسات لتحرير الصرف، مما جعل السعر يقارب السوق الموازي، الذي وصل فيه سعر الشراء «5.600»ج والبيع «5.530»ج.. الأمر الذي يراه بعض المراقبين مؤشراً على تراجع سياسات ضخ النقد الأجنبي للصرافات عبر البنك المركزي، إضافة الى تراجع حجم الاستقطاب لموارد النقد في الخارج.. وفي هذا الإطار قال عبد المنعم نور الدين نائب الأمين العام لاتحاد الصرافات والمدير العام لشركة لاري للصرافة إن زيادة الأسعار لم تكن بفعل السياسات الجديدة.. مشيراً الى أن البنك ترك لنا حرية تحديد السعر، وقد كان يلزمنا لأنه يدفع لنا مالاً.. وهذه السياسة التي كانت تُتَبع جعلتنا نخرج من المهام التي من أجلها تعمل الصرافات، مما جعلنا مجرد موزعين، وقال نحن ظللنا منذ العام 2009 نطلب اطلاق يد الصرافات حتى نتمكن من التعامل في النقد الأجنبي داخل وخارج السوق، وفقاً للسعر الذي يحدده العرض والطلب.. مؤكداً أن الآلية التي يكون للبنك الحق فيها للتدخل تتم في حالة عجز الصرافات، وهنا يمكنه أن يتدخل ليغطي العجز حتى تحافظ الصرافات على مهامها.. وثانياً إذا كان هناك فائض في النقد للصرافات- حتى لا يحصل تدنٍ في الأسعار- يجعل الصرافات تنحسر.. مشيراً الى أن عملية الاطلاق جعلتهم يقومون بتحديد آلية السعر، والتي مكنتهم من استقطاب اموال المغتربين.. وذهب عبد المنعم الى أن زيادة الأسعار أولاً لمساعدة بنك السودان في امتصاص السيولة الزائدة في أيدي الناس، لأن الاستثمار في الدولار أصبح موضة ومضمون وله قيمة والسيولة 100% والربح مضمون، ولذلك ابتعد الناس عن الاستثمار في الأراضي والذهب، كما أن الدولار لديه ميزة عالمية ، وأصبح معياراً ومقياساً للقيمة، وذا ميزة تفضيلية، ولذلك قمنا برفع السعر لسحب السيولة.. وثانياً لنزيد المعروض في السوق من النقد الأجنبي حتى نخفض الأسعار.. وعزا هزيمة الأسعار في الفترة الماضية من 12/5 الى 4.97 الى تخلي الناس وإحجامهم عن البيع، والإشاعات التي اعتمدت على القبلية، ولذلك نحن قمنا برفع الأسعار حتى نكون قريبين من أسعار السوق الموازي، حتى يضطر الناس للتعامل مع الصرافات لأن مخاطر السوق الموازي كبيرة من الغش والحملات «الكشة»، ولهذه المخاطر إذا كان السعر في الصرافات يوازي الموازي، فهذا يجعل المواطن يتجه الى الصرافات بدلاً عن السوق الموازي.