وجه خبراء سياسيون وعسكريون انتقادات حادة لإستراتيجية الوفد الحكومي المشارك في طاولة مفاوضات أديس أبابا مع دولة الجنوب لحل القضايا العالقة، وأشار الخبراء إلى افتقار الخرطوم للخطط والترتيبات الواضحة لإدارة دفة الحوار مع الجانب الجنوبي، وحذروا في ذات الوقت من خطورة انهيار الجولة الثانية حال إصرار الطرفين على التمسك بمواقفهم الخاصة بالخرائط التي عرضت في الجولة الأولى للتفاوض، ووصف الخبراء رئيس الآلية الأفريقية للاتحاد الأفريقي ثامبو أمبكي بأنه مجرد وسيط لإدارة الأزمة وليس لحلها، لافتين النظر إلى أن القرار يعود المجلس الأمن الدولي حال فشله في إنهاء الخلافات بين الدولتين. وطالب الخبراء الحكومة بضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية على المحيطين الإقليمي والدولي وتمليك الرأي العام العالمي معلومات عن وجهة نظر السودان بدقة وشفافية عبر سفاراته بكافة اللغات الإنجليزية والعربية للسيطرة على المجتمع الدولي وقطع الطريق أمام دولة الجنوب ومساعيها الرامية للاستفادة من انحياز المنظمات المعادية للسودان. وشدد الخبير السياسي د. عبده مختار في تصريح ل(آخرلحظة) أمس على أهمية قراءة الوفد الحكومي لتكتيكات وخطط رئيس وفد التفاوض الجنوبي باقان أموم وخلق نوع من التشويش للتأثير على تركيزه في طاولة المفاوضات باعتباره خط الدفاع الأول للوفد الجنوبي، مؤكداً في ذات الوقت على ضرورة ثبات الحكومة على مبدأ حل الترتيبات الأمنية أولاً قبل الدخول في الملفات الاقتصادية، مبيناً أهمية تكثيف الجهود الدبلوماسية وإيصال رؤية السودان حول التفاوض للرأي العام العالمي لمحاصرة الجنوب ومنعه من الاستفادة من دعم المجتمع الدولي وخاصة اللوبيات والمنظمات الغربية لافتاً النظر إلى أن إستراتيجية جوبا تهدف لإفشال جولات التفاوض للجوء إلى التحكيم الدولي. ومن جانبه أشار الخبير العسكري اللواء معاش محمد العباس إلى أن المفاوضات حول الحدود الجغرافية من أصعب أنواع المفاوضات باعتبارها تتعلق بمبدأ السيادة الوطنية والتي قال إنه من الصعب التنازل عنها. ورجح العباس فشل جولة المفاوضات الثانية بين الخرطوموجوبا حال إصرار الطرفين على مواقفهما بشأن الخرط الي دفعوا بها للوساطة الأفريقية.
