شاركت قبل أربع سنوات فى ملتقى لمؤسسة الفكر العربى فى دبى كان يناقش قضايا إعلامية بالتضامن مع نادى دبى للصحافة ولفت انتباه المشاركين فى هذا الملتقى أن بعض قيادات العمل الصحفى الخليجى كانت مشاركاتهم ومداخلاتهم باللغة الإنجليزية وعلق على هذه الظاهرة الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربى الذى ذكر حينها متحسراكيف يستقيم أن نناقش قضايا الفكر العربى ولانتحدث لغته . تذكرت هذه الواقعة وقد تلقيت عبر بريدى الإلكترونى توصيات اللقاء التحضيرى الذى دعت اليه مؤسسة الفكر العربى بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم « الألكسو» والذى حضره حشد من المفكرين والمبدعين والكتاب الأكاديميين وممثلين عن الهيئات الثقافية واتحادات الكتاب والأدباء والناشرين والإعلاميين وممثلين عن المجامع اللغوية العربية فى سائر الدول العربية . ويجئ هذا اللقاء الذى احتضنته العاصمة اللبنانية بيروت خلال منتصف يوليو الماضى للعمل على إنقاذ اللغة العربية إذ دعت توصيات اللقاء التحضيرى الى وضع الخطط الكفيلة بإنقاذ اللغة العربية وتطويرها والنهوض بالتعليم والبحث العلمى المعتمد على اللغة العربية والعناية بتعلم اللغات الأخرى واستخدام التقنيات فى تعلم اللغة العربية وغيرها من اللغات . وأما اللغة العربية فى وسائل الإعلام فقد حثت التوصيات الوسائل على تعزيز العلاقة بين اللغة العربية والهوية فى البرامج الأخبارية والثقافية والأعمال الدرامية . وأما فى مجال اللغة العربية وشبكة الإنترنت فقد دعت التوصيات الى دعم المحتوى الرقمى العربى على الشبكة وفق عمل عربى جماعى والى تنشيط العمل الموسوعى العربى وفق رؤية وخطط عربية فاعلة وتنشيط الترجمة والتعريب وتأسيس هيئات عربية من أجل ذلك . هذا الجهد الذى تقدمه مؤسسة الفكر العربى يبعث الأمل فى الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية وهى تسعى الى تحقيق أهدافها بتنمية الإعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وهويتها وتأكيد ذلك ليكون هدف كل الدول العربية من خلال القمة العربية التى تسعى المؤسسة الى عقدها بعد أن احست أن الشأن الثقافى العربى لم يجد حظه من الاهتمام من الرؤساء العرب منذ أن صدر ميثاق الوحدة الثقافية العربية فى فبراير 1964م . يريد البعض أن يحشر اللغة العربية فى أضيق زاوية حتى لاتنهض أمة العرب وها هى دعوات تخرج من بعض اعداء اللغة العربية فى بعض بلدانها للفينقة والأفرقة والفرعنة والبربرة حتى لايكون اللسان العربى الذى ظل عامل وحدة العرب وان تتعدد الألسن وتتعدد الثقافات وتكرس الجهوية وتهيمن الأعراف . اللغة العربية لن تموت فالقرآن الكريم يحفظها وإن ضعف النطق والتعبير الصحيح بها فهذا مما يمكن علاجه ورتقه إن اهتمت المؤسسات التعليمية والإعلامية والعلمية باللغة العربية وإن تصدت الهيئات الحارسة للغة الأمة لكل مايقصيها أو يحشرها فى نفوس أبنائها خاصة كليات اللغة العربية بالجامعات ومجامع اللغة العربية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقرؤة ولابد فى هذا الصدد أن نشد على يد مجمع اللغة العربية السودانى ورئيسه البروفسور على أحمد محمد بابكر الذى أرتقى بمجالات عمله ووسع رقعة المستفيدين من خلال برامجه ومنتدياته ومنشوراته .