حبانا الله في هذا السودان الحبيب.. بثروات فوق الأرض وتحتها.. كنوز مخبأة وأخرى واضحة بائنة.. لكننا لا نستثمر ذلك.. ولا نفكر في استثماره حتى.. أنظر نهر النيل العظيم هذا على امتداده، لم نستفد منه ظل منظراً جميلاً فحسب.. حتى السياحة تقاعسنا فيها.. لا نفكر في استثماره سياحياً، وما أكثر المناشط التي يمكن أن تقام فيه.. أخيراً وبمتابعة الأخبار اكتشفت إننا لا نستثمر في طاقة مجانية حبانا الله بها.. وهي ببساطة الشمس.. لم نستثمرها بعد- طبعاً لا أقصد أن نغزوها مثلما صعد غيرنا الى القمر.. لكن أعني الطاقة الشمسية.. الآن معظم الدول شرعت في العمل بالطاقة الشمسية- عمان مثلاً- ويفكر أبناء الخليج في الدخول إلى هذا الاستثمار وأصدقاؤنا الصينيون استطاعوا أن يبرعوا في هذا المجال، وبلغوا شأواً بعيداً فيه.. حقيقة لقد فكرنا في هذا الأمر.. وبدأت بعض المشاريع الصغيرة، وعملنا مركز أبحاث لكن لا أدري ماذا تم فيه. أذكر قبل عدة سنوات وكنا في حافلة تضم عدداً من الوزراء بقيادة الأستاذ علي عثمان.. وكانت ثمة رحله لافتتاح طريق.. ودار نقاش حول الطاقة الشمسية.. فحول الأستاذ علي عثمان إتجاه الحافلة لزيارة مركز الطاقة الشمسية، وبدأ يطرح الأسئلة على العاملين، وكانت الإجابات كلها مبشرة بإمكانية استثمار تلك الطاقة.. أحسست حينها ببعض الزهو، وبدأت أحلم بانتشار الطاقة الشمسية في بلادنا، خاصة وأن هناك تجارب بنجاحها هنا وهناك، بل وفي بعض المناطق وعلى استحياء تم استثمارها.. صحيح قد تكون البداية مكلفة شأنها شأن البدايات لكن بعد حين.. وبالإستفادة من الخبرات العالمية المتطورة في هذا المجال.. كان يمكن أن نحصل على طاقة آمنة تحافظ على البيئة، بجانب وفرتها على مدار العام.. لماذا لم نفكر في استثمار ما نملك من هبات..؟! قبل فترة كنت استمع الى قناة إعلانية.. تعرض أجهزة للتخسيس ورشاقة القوام.. كان هذا الجهاز بالذات.. وهو صندوق من البلاستيك موصل بأداة بخار كهربائية.. تحول بعض النباتات العطرية الى دخان.. هذا الدخان يجعل الجسم يعرق وينتج عن ذلك بالنسبة للنساء جسم ناعم .. وطاقة وحيوية بالنسبة للرجال يجعلهم في صحة جيدة.. وحسب الإعلان فإنه يساعد على التخسيس وطرد الشحوم من الجسم.. بعد حين صحت وجدتها وجدتها، هذه الفكرة هي نفس فكرة حفرة الدخان عند النساء السودانيات فقط تم تطوير لها.. ولا أدري إن اعتمد هذا الاكتشاف على حفرة الدخان المعروفة عندنا أم أنه ابتكار جاء عفو الخاطر.. كما إنني لا أملك معلومات.. هل حفرة الدخان سودانية مائة في المائة أم غيرنا هناك من يستخدمها.. عموماً إن كان هذا أو ذاك، فهذه الفكرة التي تبدو بدائية، تم تطويرها دون مجهود كبير لتصبح جهازاً يباع بالعملة الصعبة.. أترى إننا نملك كنوزاً وهذا مثل بسيط.. أما حكاية الطاقة الشمسية فنحن نحتاج الى ثورة وعمل جاد حتى نستثمرها، وإلا سنقف أمام الله غداً فبماذا نعتذر؟!!