رائد الزراعة في السودان- ماضيه وحاضره ومستقبله- بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله، ويده اليمنى بل عموده الفقري بروف أحمد علي أحمد قنيف، كانت نيتهما الخالصة وهدفهما النبيل إقامة «المجلس الأعلى للزراعة»؛ والزراعة في مفهوم «البروفين» عبد الله وقنيف تعني «النبات والحيوان والمياه والمراعي والغابات الخ». الزراعة بمعناها العريض مثل الحكومة «العريضة»، والتي تقوم على الجهوية والقبلية والحزبية!! مسعاهما لم ينجح في المُسمى، ولكن نجح في المعنى، فقامت «النفرة الزراعية»، سار بها الركبان حيناً من الدهر، وعندما أخفقت في تحقيق أهدافها تعدَّل الاسم إلى «النهضة الزراعية». ومضت إلى حين، ولم تحقق المنشود، وكتب أحد الخبراء العالمين ببواطن الأمور مقالين في صفحتين كاملتين في إحدى الصحف السيارة قبل أربعة أعوام.. «من النفرة الزراعية إلى النهضة الزراعية استنساخ الفشل»!! في الصفحتين آنئذٍ كانت تظهر صورة «الشهيد الحي» بروفيسور الزبير بشير طه وزير الزراعة الاتحادي في تلك الفترة، وصورة الأستاذ عبد الجبار حسين- وزير الزراعة ولاية الخرطوم الأسبق- الأمين العام للنهضة الزراعية.. ولا رد على الكاتب!! في لقاء ساخن في ردهات وزارة الزراعة بالخرطوم استأذن عبد الجبار- وكان قد شكل حضوراً جميلاً ومهماً في ذلك اللقاء الذي رأسه بروفيسور الزبير «الوزير»- وأفاض عبد الجبار في الحديث حول «العطاءات»، فما كان من بروفيسور الزبير إلا أن يزجره وفي حِدة «إنت مالك والعطاءات، هذا ليس شأنك»؟!! مع النفس الحار والأخذ والرد، كان بروف الزبير وبعد أقل من اسبوع «والياً لولاية الجزيرة»!! فاهمين حاجة!! ولا أنا!! ومن يومها أصبحت القبضة الحديدية عند «النهضة الزراعية» أصبحت وزارة استثنائية-SUPER- MINISTRY- والوزير الخاص على رأسها الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية «نرمز إليه لاحقاً ب: شيخ علي». الأخ شيخ علي.. الدين النصيحة.. من خلال متابعتي وقراءتي المتأنية لهذا الجسم الهلامي المترهل، إما أن تبقى «النهضة الزراعية» الجامعة وتلغى وزارات الزراعة والثروة الحيوانية والري والغابات الخ.. أو تبقى هذه الأجسام بوزرائها وكوادرها المختلفة. «النهضة الزراعية» الآن مبانٍ ضخمة شمال شرق الخرطوم.. مكتب الأمين العام وسكرتاريته.. وستة عشر مجلساً وعدد من الدوائر، وأرتال من الموظفين والعمال.. ليه يا شيخ علي..!!خبثاء المدينة والمتابعون لنشاط «النهضة الزراعية»- بالمناسبة مستشارها العالم الجليل بروف قنيف- يتحدثون عن مرتب أمين أو رئيس دائرة التقانة والإنتاج، فهل النهضة قطاع خاص؟!. كم المبالغ التي تحصل عليها المجالس الستة عشر، وكم نصيب كل عضو في المجلس ومسؤولي الدوائر؟! وإذا كان مرتب أمين الدائرة بالملايين في الشهر، فكم نصيب الأمين العام والمستشار حفظهما الله. نرجو من الأخ الفاتح عز الدين رئيس لجنة العمل والإدارة والمظالم العامة، ورئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية الأخ عمر علي- المدير الأسبق- الزراعي في مشروع الجزيرة أن يسجلا زيارة لذلك الموقع، ورفع تقرير عاجل للمجلس الوطني.. وبالمناسبة في الخمس سنوات أو الأربع الماضية من عمر «النهضة الزراعية»، هل عُرضت الميزانية على المجلس الوطني؟!! أم أن النهضة الزراعية والتي يشرف عليها النائب الأول هي صنو القوات النظامية.. ميزانياتها لا تناقش!! السيد آدم هاري بوش ليس أمريكياً سيخوض الانتخابات القادمة ضد باراك أوباما، ولا استرالياً يطمع في منصب رئيسة الوزراء، ولا بريطانياً يتوقع أن يكون محافظاً لمدينة لندن، إنه سوداني أصيل.. من دارفور السلطان.. دارفور الجريحة الأستاذ آدم حضر مؤتمر وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي قبل بضعة أشهر ممثلاً لوزارة الثروة الحيوانية، بإحدى ولايات دارفور.. في استراحة بين تقديم الأوراق قال بالحرف: «قبل سنوات صدق له المركز بثلاثين مليون (ثلاثين مليار بالقديم)، من ميزانية النهضة الزراعية» وضع هاري برنامجه وخططه ليبشر مواطني الولاية بموسم زراعي استثنائي، وكان حينها وزير الزراعة والثروة الحيوانية.. فجأة وصله إخطار من المركز بأن يحال المبلغ للسيد الوالي!! احتج الوزير وفي غضبة مضرية قدم استقالته، لكن الوالي كان ذكياً فسبقه بحل الحكومة!! «في لحظة ضاع الحلم واختفت الفلوس»! من هاري بوش!! عموماً لم ينسه الوالي في الحكومة الجديدة! فهو جندي مخلص. حاشية: نعم الأخ المشير البشير أنا على بيعتي لك، وأنا لك ناصح أمين. في إطار الجراحة القادمة «بدون بنج دون شك» إما أن تحل وزارات الزراعة «بمفهومها الواسع!» وتحال اختصاصاتها «للنهضة الزراعية». وإما أن تحل «النهضة الزراعية» وتحول أموالها الضخمة بل الخرافية لتلك الوزارات، لتلعب دورها بالكفاءة العالية، وبكوادرها المقتدرة والصابرة على وضعها المحيِّر بل المحزن.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد!!