نعيش هذه الايام في ظلال مذكرة العشرة ومفاصلة الاسلاميين وذلك الحزب الذي بدا صغيراً في جبهة الميثاق ثم اتسعت رقعته القاعدية بعدها ثم تغير اسمها للجبهة القومية الاسلامية وبعد وصولها لسدة الحكم واتساع ماعونها اطلق عليها المؤتمر الوطني وقالوا انه وعاء جامع .. وقد حكم البلاد وانخرطوا في العمل التنظيمي والتنفيذي وكان منسوبوه يجاهدون في ادغال الجنوب رافعين راية الاسلام ولكن الحال لم يستمر طويلاً فقد رفع بعض قيادات المؤتمر الوطني المذكرة التي اطلق عليها حينذاك مذكرة العشرة واعلنت بعد تطور الاحداث القرارات الرئاسية الشهيرة والتي اقصي بموجبها الامين العام للمؤتمر الوطني د. حسن الترابي والان هناك احاديث كثيرة واعلانات رسمية عن مبادرة اطلقها المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم للم شمل الاسلاميين.. ولمعرفة تفاصيل كل هذه الاحداث جلسنا مع القيادي الاسلامي والبرلماني والشخصية التي وقع عليها اختيار المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم لقيادة مبادرة توحيد الاسلاميين.. فالى مضابط الحوار ... ماذا تريدون من المبادرة هل لجمعهم في كيان واحد تحت لواء الحركة الإسلامية مثلاً؟ أم تسعون لضمهم الى المؤتمر الوطني؟ -هذا ما تقرره مجالس الأحزاب خلال الحوار.. الحوار هدفه توحيد الناس من أجل الدفاع عن الاسلام وحمايته من الاستهداف، وشحذ الهمم لتوحيد القوى السياسية حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي وجميعهم رفعوا شعار شرع الله لابد من حشد كل هذه القوى، وندفع بها لمواجهة الشرور المتوقعة. ما هي الفرضية التي استندت عليها المبادرة؟ -الفرضية التي استندنا عليها هي إذا قمنا بتشكيل حوار بناء مع المؤتمر الشعبي، ومنبر السلام، وضمها في هيكلة واحدة ليس فيها قسمة للسلطة بين الناس، إنما تقدم من هو الأكفأ.. الأمة الاتحادي الديمقراطي ما يجمعنا معهم في الوطن هو الدين، ولهما تاريخ، وفي الماضي كنا حزباً واحداً، منها أصبح منبراً إسلامياً يمكن أن يصبح كتلة واحدة لاحقاً إذا ما حدث اختراق للخلافات ليس من منطلق ده منصبو شنو، وده حيدوه شنو ليس هذا منطلقنا . هل لمبادرتكم علاقة بتطورات الربيع العربي وتوحيد صف المسلمين؟ -لا ليس لها علاقة أصلاً الربيع العربي هي ثورات قامت ضد حكامها. مقاطعة.. لكن الإسلاميين هم عمادها؟ -هذا صحيح لكنها ثورات شعوب بكل أطيافها، في نهاية المطاف الثورة في مصر ليست ثورة أحزاب مسلمين، هي ثورة الشعب المصري، كذلك في تونس وليبيا. ألا يمكن للسودان أن يقدم قدوة لحكومات الربيع العربي؟ -لا السودان لا يمكن أن نقول إنه قدم الانموذج الأفضل، لكنه قدم شيئاً معتبراً العالم كله تأثر به، الحركة الإسلامية السودانية قدمت أفضل ما لديها. بعد الربيع العربي هناك مساعٍ للقضاء على الإدارة الإسلامية في السودان هل هذا صحيح؟ -نعم هذا صحيح، والسودان له إرث عظيم في هذا الشأن، وهذا معلوم أصلاً الحركة الإسلامية في السودان دخلت الحكم، وقدمت نفسها للشعب السوداني في انتخابات مفتوحة، كسبت.. وهذا دليل لأثر الحركة الإسلامية.. الرئيس جاء بانقلاب، لكن الآن منتخب من الشعب السوداني.. النظام يجد سنداً قوياً.. قرارات المحكمة الجنائية.. خرج الشارع السوداني ضد الجنائية و هجليج.. أيضاً كانت ملحمة شعبية.. وأحدثت صدمة للمعادين، ولما حُررت خرج الشعب السوداني.. هذا النظام ما قدمه للسودان لم يقدمه نظام سابق، حيث النهضة العمرانية، والنهضة العلمية والصناعية، لذا الشعب متمسك بهذا النظام، رغم المعارضة وحركتها، على الرغم من الاخفاقات والغلاء وغيرها.. هناك قناعات واضحة لمجريات الأمور.. حكومة مصر السابقة كانت تكيد للسودان، وتضمر له الشر، وليبيا القذافي فعلت كل ما لديها من شرور ضد السودان، وأعان كل حملة السلاح بدءا من جون قرنق. ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة السائحين.. شباب مضطلع أشبه بالطفل الذي انفصل أبواه دون علمه ؟ - هذا الوصف لا ينطبق على هؤلاء، لولا هؤلاء الشباب لسقطت الإنقاذ من أول يوم، وهم قدموا الكثير، وكل الشهداء روت دماؤهم أرض السودان،، وليس لي علاقة بهؤلاء الشباب، ولا شك أن الانقسام يولد الضعف، وللشباب أشواق للعودة الى القوة، وهم يحسون أن ليس لهم سبب في الاستمرار في الغضب.. والوصف الأخير لا يناسب هؤلاء المجموعة- «سائحون»- ليس اسماً سهلاً أعرفهم جيداً لديهم فهم متقدم، وهم الآن حقيقة يريدون أن يخرجوا من عباءة الحزبية سواء كان «مؤتمر شعبي» أو «مؤتمر وطني» يريدون أن يعملوا بتجرد أنا في رأيي اجتهادهم جيد- الله لا قدر- لو حصل أي هجوم على البلد، أول المدافعين عن تراب البلد هم السائحون، ويمكن يقاتلوا بشراسة، ليسوا أصحاب غنائم، وليسوا أصحاب كراسي، هم يسعون وراء مصالح الاسلام والسودان. ألا تعتقد أنهم حققوا نجاحاً؟ -نعم حققوا قفزاً لكن النجاح من الله، اتوقع أنهم إذا مشوا بحنكة سيصلون بإذن الله. بماذا تنصحهم؟ -أقول لهم ينبغي أن تستفيدوا من كل المبادرات السابقة وأن تلتقوا على الأهداف الكبرى، وأن تعالجوا الأمور بحكمة، والحنكة ليست بالشدة. مبادرتكم وهجرة أفراد من الشعبي الى الوطني، ومساعي السائحين هل كانت على موعد أم جاءت كلها عفوية؟ -أنا قلت لكم إن مساعينا جاءت عقب الانتخابات لتوحيد الصفوف، وليس لها علاقة بالأحداث الأخرى، قد يكون الناس تلاقت في أفكارها وحدث نوع من الفهم المشترك، المبادرة كانت تعمل منذ المفاصلة، لكنها بصورة شخصية أما الهجرة من الشعبي الى الوطني هذا وارد لأن هناك خطراً مازال مستمراً، الحوار دائر كل له صديقه- قريبه يحاوره بقناعات. هناك من تألم جداً أن يقترب المؤتمر الشعبي من الشيوعي كانوا يوماً ما أعداء، هذا الرأي من بعض الشعبيين أنفسهم يرون أنه كيف يتم هذا التلاقي في وقت كان الإسلاميون يعادون الشيوعيين، اعتبروا هذا طريقاً ليس صحيحاً، واعتبروا هذا تخبطاً سياسياً الهدف منه اسقاط النظام، الهدف تقويم النظام، هل يمكن أن أتحالف مع شخص اختلف معه فكرياً. هل هناك مبادرات من المؤتمر الشعبي؟ - نعم قامت مبادرات من هذا النوع في نهرالنيل لم تتوقف اغلب عناصر المؤتمر الشعبي استقر بها الحال لحتمية التلاقي، أصحاب الفكر الحقيقي ليس من لهم مصالح يتفقون على أشواق للتلاقي الوطني، وعدد كبير واقف في الرصيف في انتظار الحل الذي يمكن أن يتوصل اليه الطرفان، وهم غير راضين لما يحدث من انقسام، والحد الأدنى هو التعايش على أسس ومبادئ وأهداف الشريعة التعايش على القضايا المشتركة دون التآمر على البعض والإقرار بأننا جميعاً نمثل «حياض» السودان في وجه العدو. المؤتمر الشعبي نفسه يتبنى مشروع اسقاط النظام؟ -نعم التنسيق مع آخرين الشيوعيين وهو لم ينكرها والشيوعيون لم ينكروها اليوم لو سقط النظام، الحزب الشيوعي سيتأثر من الشعبي وسيقدمه لمحاكمة وأول خلاف سيظهر بين الشعبي والشيوعي، وجماعة الشيخ حسن الترابي سوف يحاكموا لأنهم سيحملون كل التبعات.. هذا تخطيط مرحلي. بالرغم من تبني الشعبي والشيوعي مبدأ اسقاط النظام إلا أن الاحتجاجات الأخيرة خرجت من مسجد الأنصار بود نوباوي؟ -هذا المسجد مفتوح وكل مخرب يمكن أن يدخله، كلٌ يدخل لغرضه ولأهدافه جامع الأنصار جامع مفتوح، ولا يمكن أن ننسب كل الاحتجاجات بأنه يتبناها، والجامع ليس مخصصاً للأنصار فقط، كل المسلمين يصلون فيه يمكن أن يحشد كل الفئات، وفي أذهانهم أن ثورات الربيع العربي خرجت من المساجد بحسب التسميات مثل جمعة الغضب، وجمعة لحس الكوع، ما نجحت الكنداكة، قد يكون متألماً من الزيادات لكنه حكيم في تقديم النقد البناء.. الواقع يقول إن الشعب السوداني شعب ذكي ولماح ومدرك ومعلم، ويفجر الثورات، بعثيون وشيوعيون صوتوا لي قناعات تحدث بفهم مع الاختلاف أحياناً- القضية الآن هل إذا سقط النظام سيحدث استقرار أم هناك صومال جديد سيظهر، لابد من المحافظة على الاستقرار قبل كل شيء. على أي أساس تم اختيار عباس الخضر ليترأس المبادرة الولائية لموقفك أم لقبولك؟ -أنا يقيني من قدمني للمهمة ولاية الخرطوم قدمتني باعتباري شخصاً عاصرت تطورات الأحداث، منذ أن كنت فتى يافعاً منذ اكتوبر، الميثاق الإسلامي، الجبهة الاسلامية، الى آخره.. أنا قائد أكبر تنظيم نقابي.. أخرجت السكة الحديد، عضو شورى الجبهة الاسلامية الى يومنا هذا، عضو شورى المكتب القيادي، ورئيس الهيئة البرلمانية على مستوى المركز، ورئيس لجنة الحزب بالبرلمان، كل هذا قد يؤهلني لكي أترأس المبادرة.. مجموعة شيخ حسن تعرفني وهم أصحابي وبيني وبينهم الثقة والتواصل. ما الذي يغضبك حينما يطلقون على المبادرة اسم مبادرة عباس الخضر؟ -أنا أرفض شخصنة المبادرة أنا اقود المبادرة، لكنها قامت من حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، لئلا تكون حقاً باسمي، وتموت وتذهب بذهاب اشخاصها، وأنا أقول هذا الحديث صادقاً لم أكن سأتحمل المسؤولية دون أن أجد الضوء الأخضر من الحزب. المعالجات الاقتصادية الأخيرة هل انت راضٍ عن الشكل العام للمعالجات؟ -في الأول كنا غير راضين عن المشاكل الاقتصادية بسبب ما قد تسببه للشعب من كلفة، فيما جلست مع الاختصاصيين الاقتصاديين كان يمكن أن سقوط مربع الاقتصاد الوطني، شعرنا بأن السلع التي رفعنا الدعم عنها في دول الجوار تباع بأكثر من ما هو عليه لأن السلع أصبحت تهرب.. الأثر العميق في الدعم كان على الجازولين، وحرصنا أن تنعكس المعالجات على أوضاع الفقراء، وكان التركيز على أعمال سياسة التقشف في أجهزة الدولة المختلفة، وتقديم رسالة واضحة للشعب السوداني، الشيء الاستراتيجي الذي أثر تعتمد عليه الموازنة هو البترول- الكهرباء.. أيضاً لها أعباء لا يحتملها المواطن وكونها ترفع بهذه الطريقة دون الرجوع الى الجهات المعنية لاستشارتها لابد أن يخطر الشعب ويناقش لأنه هو يدفع المال قرارات فوقية هذا غير مقبول.