توالت المفاجآت حول طائرة تلودي وقد تحصلت (آخر لحظة) على معلومات تؤكد أن بروفيسور محمد سعيد حربي كان من المقرر أن يكون ضمن ركابها وبعد تأكدنا من المعلومة اتصلنا أولاً ببروفيسور حربي وقد تحدث بصوت تخنقه (العبرة) قال: صحيح أنني قد بلغت بأنني ضمن الوفد المتجه لتلودي أو الفاشر وقد أكدت لمنسق الخدمة المدنية بالدفاع الشعبي (المركز العام)، أنني سأكون ضمن وفد « تلودي» .. وأكد أنه سيرفع الأمر للجهات العليا.. ثم وصلتني رسالة في الموبايل تؤكد أنني سأكون ضمن وفد «تلودي» وقد أرسلتها لعدد من أصدقائي وكنت سعيداً جداً بأنني سأقضي العيد مع إخواني المجاهدين في «تلودي» إلا أنهم اتصلوا عليّ بعدها وقالوا إن المنسق العام للدفاع الشعبي عبدالله الجيلي قد حول وجهتي نسبة لظروفي الصحية ووضعني في قائمة زيارات الجرحى والشهداء بالخرطوم.. وقد حزنت جداً فقد تهيئت للقاء الأحبة هناك خاصة وأنني تعودت أن أصلي العيد مع المجاهدين في كادوقلي والنيل الأزرق.. صمت وكأنه يريد أن يجمع قواه ليواصل حديثه وقال بصوت متلعثم بعد أن سمعت باستشهادهم حزنت أكثر.. فقد حرمت من الشهادة وهي ما سعيت له طوال حياتي لكنها إرادة الله.. وعند اتصالي بمنسق الخدمة المدنية في الدفاع الشعبي المركز العام قال إن البروفيسور حربي أكد أنه له أشواق ويريد أن يذهب إلى «تلودي» ودعوته بأن أسعى لذلك ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك، فقد أكد المنسق العام عبدالله الجيلي أن ظروف بروف حربي الصحية لا تسمح له بالسفر وأن الرجل لم يرفض أي تكليف يتعلق بالجهاد وأنه تعوّد على أداء صلاة العيد مع المجاهدين وآخرها صلاته في «تلودي» .. وبعد سقوط الطائرة اتصل بنا لائماً إيانا على أننا فوتنا عليه فرصة الشهادة.