لكل إنسان من إسمه نصيب ، هذه المقولة في بعض الأحيان صحيحة وفي أحيان أخرى غير ذلك ، ربما تجد من اطلق عليه أهله إسم زكي وهو في واقع الأمر مثل حمار الشيخ أو بغل العمدة الله أعلم ، أو ربما تجد من يسمي نفسه نضال وهو أجبن من نعامة ، وعلى فكرة يقال أن عائلة الخسيس السوري بشار أسد كانت تسمى عائلة الوحش وبقدر قادر إنقلبت إلى عائلة أسد ، المهم في الموضوع أذكر حينما كان العمر بلون الورد كنا جماعة من أبناء الأهل المغتربين نقيم في منزل شعبي في حي موغل في القدم في مدينة تسترخي على إيقاع البحر والنوارس الكحلية ، مدينة لا تمتلك إلا أن تحبها وتموت في دباديبها ، المهم كانت وجوه ساكني الحي العتيق تشبه جدران البيوت والرواشين الخشبية ، وجوه تتثاءب كأنها خارجة من رحم التاريخ ، في الصباحات الطازجة وبعد صلاة الفجر ، يشربون الشاي العدني ، ويلتهمون الفول والتميس ، ليس هذا هو المهم يا جماعة الخير ولكن أذكر أنه كان يسكن بجوارنا رجل آسيوي ناحل الجسم يدعي متين أي والله متين ، كان الفضول إبن الذي والذين يقتلني يوميا ، وأنا أشاهد متين يحمل السلع والمقاضي من حلقة الخضر والفاكهة لبعض سكان الحي ، كنت في كل مرة تتملكني الهواجس أن هذا الرجل ليس إسمه متين وإنما هذا لقب أطلقه عليه سكان الحي لأنه نحيل وفي وزن الريشة ، فكرت كثيرا أن أستوقفه وأساله أن كان إسمه متين بصحيح ، وفي إحدى الأمسيات شاهدت متين يعبر في الزقاق الضيق ، وألقى على العبد لله التحية ، سألته فيما إذا كان إسمه متين ، الرجل يبدو أن سؤالي إستفزه فوقف وأنفاسه تعلو وتهبط مثل وابور الطحين ، وفي حينه أخرج أوراقه الثبوتية من جيبه ولدهشتي فقد كان إسمه متين ولا غيره ، بالمناسبة إذا كان متين ليس له من إسمه نصيب فإن هناك الكثيرون في السودان لهم من إسمهم نصيب ومن هؤلاء المتعافي ، وهو إسم علم لا يوجد في دولة أخرى في مشارق الأرض ومغاربها سوى في السودان ومنه قول أهلنا هذا زول متعافي أو خروف متعافي أو بغل متعافي إلى غيرها من الصفات في الخطاب العامي السوداني ، بمعنى أنه ضخم ومتين وضربة من يده تنقل الإنسان إلى الضفة الأخرى ، ولأننا نتماشى مع مقتضيات الزمن الرديء فإن الزول المتعافي ، يمكن أن يطلق على الشخص التمساح كما هو الحال في السودان ، وفي الخليج يطلقون على مثل هذا الشخص الهامور وهو نوع من الحيتان لذيذة الطعم ، المهم خلونا في المتعافي الذي يهبر مثل المنشار ويلتهم كيف شاء له الدلال وعلى عينك يا تاجر ، ويا جزار ودقي يا مزيكا ، على غرار أعاين ليهو وأضحك وأمشى وأجيهو راجع ، يووووووووووه .. دعوني أسال يا جماعة الخير سؤال خبيث من زول لئيم كم عدد الذين يحملون إسم متعافي بالطريقة إياها في السودان إحسبوا لي بكره العدد في القنقليس .