على خلفية الأحداث التي راجت بوجود فوهات بركانية بمنطقة الدبة إثر الظاهرة التي شاعت مؤخراً وما شاهده المواطنون من نار مشعة ودخان ورماد الخ.. إلتقت «آخر لحظة» بالأستاذ عصام علي عبد الرحمن معتمد الدبة والذي أوضح حقيقة الظاهرة،، وتناول الحديث التنمية التي انتظمت المنطقة في مجال الكباري والطرق والاتصالات والكهرباء والمياه ولم يخل من قضايا التعليم والصحة والسياحة ومعاً نطالع إفادات السيد المعتمد. ما حقيقة الفوهات البركانية التي ظهرت مؤخرًا بالولاية الشمالية ؟ التشخيص في الفترة الأولى من بعض الأتيام الجيولوجية أكد ان هذه الحالة ليست عمل بركاني، لأن المنطقة منطقة رمال ولا توجد بها صخور حجرية، وبعد ذلك جاء التشخيص من الكهرباء بأن ما حدث كان نتيجةً لتيار كهربائي وضغط عالي 33 ألف فولت وقد سقط أحد الأسلاك علي الشبكة الداخلية، وسقط علي الجزء غير المعزول وبالتالي حدث إلتماس عبر السِّيخ الموجود داخل العمود وتسرب داخل الأرض، وخرج في شكل فوهات، إستمرت لفترةٍ بسيطة، ثم خرجت «نار مشعة» ثم تحولت إلي دخان ثم رماد . وماذا عن ما يشاع بوجود براكين في المنطقة ؟ أثبت المختصون في الجيولوجيا عن الكشف الأولي أن المنطقة الآن ليست فيها منطقة بركانية، لأنها منطقة رملية!! وقد أرسلوا عينةً من التربة إلي المعامل الجيولوجية بالخرطوم للتأكد، وستظهر النتيجة في الأيام القلائل القادمة. بما أنها ناتجة عن تيار كهربائي!! لماذا توقعتم أن يستمر الدخان لمدة أسبوع ؟ الآن لا يوجد تأثيراً كبيراً ،ولكنها تظل حامية في شكل حمم رماد ساخن نتيجة الضغط العالي الكبير . ألم تقوموا بفتح تحقيق للذين قاموا بعملية وضع الأجزاء غير المعزولة من الأسلاك الكهربائية ؟ هو خطأ متوقع وقد حدث داخل ولاية الخرطوم من قبل فأحياناً تسقط الأعمدة نتيجة لطبيعة التربة والعوامل الطبيعية الأخرى ، وناس الكهرباء جاءوا بصورةٍ عاجلةٍ جدًا، وتمت المعالجة، والآن تجرى المراجعة بعد أن أخذوا الأعمدة من شركة مصرية سويدية، نفذت هذا العمل في فترة سابقة، فالمسألة تحتاج لمراجعة أكثر من أنها تحتاج إلي تحقيق ومساءلة . هل حدثت في الولاية أحداثاً شبيهة قبلاً ؟ أبدًا . يتهم أبناء الولاية الحكومة بالتقصير تجاههم مشيرين بأن الولاية مازالت تعتمد علي أبنائها في التنمية ؟ صحيح الجهد الشعبي سابق للجهد الحكومي، ولكن للحقيقة والتاريخ والشواهد الأن تقف وتحدث عن نفسها فهنالك مشاريع كبرى كانت من باب الخيال تحولت إلي واقع وعلي رأسها طريق شريان الشمال بالإضافة الي إنشاء الكباري والطفرة في الاتصالات والكهرباء، ولكن الجهد الشعبي كبير جدًا يمكن ان يتجاوز الجهد الحكومي في بعض المواقع فالمشاريع الصغيرة يقوم بها المواطنون أبناء المحلية داخل وخارج السودان، مثل المدارس، والمستشفيات، ومحطات المياه. هلا تطرقت للمشاريع التي قام بها أبناء المنطقة ؟ هنالك مستشفى (تنقسي) الجديد تكلفته أربعة مليار ونصفاً جاء بتمويل من أبناء(تنقسي) بدولة قطر، ومعهد التدريب المهني بتكلفة أكثر من ثلاثة مليار ونصفاً بتمويل من أبناء محلية الدبة، ومدرسة ثانوية بتكلفة ثلاثة مليار ونصفاً بدعم من القطب الاتحادي طه علي البشير، وكهربة المشاريع الزراعية التي تجري الآن بدعم شعبي كبير جدًا، وهنالك عدد من المراكز الصحية ومحطات المياه . بالرغم من المجهود الشعبي الآن فإن محلية الدبة تفتقر للصحة والتعليم ؟ الآن شهدت بعض المدارس صيانة بمليار، وتم إضافة مدرسة جديدة، ولكن هنالك مدرستين متأثرات بالتصدع ، وقد تم تعيين 106 معلم أساس بالدبة. أما في مجال الصحة تم إنشاء مستشفى الدبة، ولكنه يحتاج إلي التوسعة، و ينقصه أخصائي جراحة عامة، وأخصائي أنف و أذن وحنجرة، كما ينقص المستشفى الطريق ما بين المستشفي والمدينة، فالوضع الصحي إلي حد عام مطمئن، والولاية تستقبل كل القادمين من ولاية شمال كردفان، وشمال دارفور ويمثلون ضغط كبير جدًا علي المحلية . من المعروف أن محلية الدبة جاذبة سياحياً !!إلا أنها لا توجد بها مقومات للسياحة رغم موارد المحلية الشحيحة لماذا لا تعتمد المحلية علي السياحة كمورد ؟ أول ما بدأت به بعد تعيني قبل ثلاثة أشهر كان التفكير الجاد في تحريك السياحة كمورد مالي وقيمة حضارية جاذبة للمحلية، فتمت اجتماعات مع الإدارة المختصة، وتم إعداد دراسة لشكل السياحة، والمواقع الأثرية الموجودة فالمنطقة حقيقة غنية بكل أنواع السياحة، فهنالك مواقع أثرية قديمة جدًا في (تنقسي وأُبْكُر بالعفاض، وجقنارتي) وأيضاً هنالك تاريخ إسلامي، وحضارة إسلامية تحتاج أن يسلط عليها الضوء . ما هي المعوقات التي تواجهكم في تفعيل السياحة بالمحلية؟ السياحة تحتاج إلي بنيات متمثلة في الطرق والسكن والآن السياحة من الأولويات التي تواجهنا في المحلية، ولكن ضعف البنيات، فهنالك فندق لم يكتمل بعد ونناشد المهندس الحاج عطا المنان بتكملة الفندق الموجود فهو علي النيل، ويساعد علي السِّياحة النيِّلية.