عندما تشير عقارب الساعة إلى الثامنة من مساء اليوم السبت 8 أغسطس 2102 تتجه أنظار ملايين السودانيين والعرب والأفارقة لاستاد الهلال الذي سيكون مسرحاً وملعباً للمباراة المهمة التي يؤديها المنتخب السوداني (صقور الجديان) أمام نظيره الأثيوبي، وذلك في الجولة الأخيرة للتصفيات المؤهلة لنهائيات أمم أفريقيا بجنوب أفريقيا والمباراة واحدة من مباراتين ذهاباً وإياباً تحدد نتيجتيهما الصاعد من السودان وأثيوبيا وتقام مباراة اليوم في أجواء رائعة من التركيز والتصميم والتفاؤل، حيث تسود الألفة وروح الفريق الواحد أروقة المنتخب ومعسكره بصورة غير مسبوقة مما يعتبره البعض مؤشراً إيجابياً قبل المباراة، ومباراة اليوم تختلف من كل المباريات لكونها تقام وسط صحوة تعيشها الكرة السودانية بصعود ثلاثة من الفرق لمرحلة متقدمة من المنافسات الأفريقية الكونفدرالية وهي الهلال والمريخ والأهلي شندي وهو ما يعني بأن المنتخب مطالب بتأكيد هذه الصحوة وهذا يضع على عاتق اللاعبين مسؤولية كبيرة واهتمام مضاعف. ٭ اعتمد المنتخب في استعدادته إلى حد كبير على المشاركة السودانية الأفريقية المتمثلة في مشاركة الثلاثي السوداني الأفريقي في منافسات الكاف، هذا بالإضافة للمعسكر القصير للمنتخب في تونس وادائه لمباراة واحدة أمام منتخب ليبيا فضلاً عن مشاركة اللاعبين في المنافسة المحلية، وشهدت تدريبات المنتخب تنافساً قوياً وحاداً من أجل دخول التشكيلة وارتداء شعار صقور الجديان، وفي الوقت نفسه عكف كابتن مازدا المدير الفني للصقور لتحفيظ كل لاعب المهام الموكولة إليه وتركزت تعليماته بالضغط على لاعبي أثيوبيا في كل مكان بالملعب وعدم منح لاعبي الخصم أي مساحات خالية يتحركون منها في ظل إجادة الخصم للمرتدات السريعة، وطالب كابتن مازدا في عدد من محاضراته للاعبين الإعلان عن أنفسهم من أجل تحقيق هدفهم بتحقيق فوز مريح يسهل مهمتهم في مباراة الإياب بأديس. ٭ وبدأ من الواضح ان الصقور ستلعبها هجومية معتمدة على هجمات العمق والأجناب مما يجعل سيناريو المباراة متوقعاً بأن تشهد أهدافاً وفيرة، ومن الواضح أن مدرب المنتخب سيلعب المباراة بسلاح الخبرة المتمثلة في المعز وسيف مساوي و عمر بخيت وقلق وحمودة وكاريكا وبلة جابر، حيث يعول المدرب على هذه العناصر في ترجيح كفته هذا بجانب اللاعبين الشباب الذين ظلوا يكتسبون الخبرات من مباراة لأخرى. ٭ على الجانب الآخر حظيت المباراة باهتمام كبير من المسؤولين لدرجة حضور وزير الرياضة والشباب لمران المنتخب وحثه للاعبين لإحراز الفوز إلى جانب رصد الاتحاد السوداني لحوافز مليونية لهم في حالة الصعود للنهائيات، في الوقت الذي قام فيه رجل الأعمال السوداني أشرف الكاردينال بشراء تذاكر المدرجات الشعبية للجماهير لتدخل مجاناً ضماناً للمساندة القوية إلى ذلك خاطب الاتحاد الأثيوبي نظيره السوداني بحجز 0052 تذكرة لما يزيد من ألف مشجع تردد أن الطائرات بدأت تنقلهم تباعاً للخرطوم، هذا بالإضافة للوجود الكثيف للجالية الأثيوبية التي ستحضر المباراة مما يؤكد بأن الاستاد سيضيق بالحضور.