الدكتور عبد الرحمن الخضر.. والي ولاية الخرطوم لك التحايا والسلام والتوقير.. ومرة أخرى نكتب لك.. ولابد من كلمات تقال.. وهي أننا لا نكتب لأي مسؤول من الأحبة في الإنقاذ «من طرف» هناك يا دكتور مَنْ لم ولن نكتب لهم حرفاً واحداً حتى إن «جاطوا» الدنيا وقلبوا أعاليها أسافلها.. وليس في الأمر كراهة أو بغضاً.. أو حتى عدم إستلطاف.. فقط لأنهم لا يكلفون أنفسهم مجرد الرد ولو بحرفٍ واحد.. ونحن بالنسبة لهم.. حشرات تطن.. وكلاب تنبح.. ثم إننا نكتب لك لأنك على الأقل.. تقرأ ما نكتب.. حتى وإن تعزز الرد.. أو تعذر الرد لا فرق.. وأيضاً نكتب لك لأننا ما زلنا نثق في حديثك.. ونثق إنك تحاول جاهداً تقديم شيء للوطن وللمواطنين.. رغم إنك تبني وجزء مقدر من إخوانك يهدم.. نأمل أن تظل ثقتنا هذه لا تتبدد.. ولا تتزعزع.. اليوم نكتب لك وعيوننا قد خرجت تماماً من محاجرها.. وقلوبنا وكأنها قد وصلت الحناجر.. صدقني إن الذي نكتب لك عنه اليوم.. هو زلزال.. أقل قليلاً من زلزال نفخة الصور.. قرأنا بالأمس ما خطه يراع الصدِّيق الحبيب الطاهر ساتي على صفحات السوداني الغراء.. لم أصدق عيوني وأنا أقرأ.. لم أصدق روحي وأنا اطالع.. تشابك عندي الصحو والنوم.. اجتاحتني ظنون أمست كاليقين- في لحظات- بأني فقط أحلم وأنا مستغرق في نوم عميق.. ثم تأكد لي أني في كامل اليقظة والإنتباه.. الموضوع- سيدي- إذا كان صدقاً وحقاً وحسب الوثائق والمستندات تكون الإنقاذ قد أتت بما لم تستطعه الأوائل.. والأوائل يا دكتور.. ليس هم الحكومات السابقة التي حكمت الوطن.. منذ التركية السابقة حتى آخر حكومة قبل مجيء الانقاذ.. لا ليسوا هم وحدهم بل كل حكومة منذ أن خلق الله الأرض.. وعرفت البشرية حكم البشر.. والآن إلى الموضوع يا دكتور.. والموضوع هو يتعلق بالشهداء.. وقبل الإبحار في هذا النهر القدسي دعني أقول إن الشهداء أكرم منا جميعاً.. وحُقْت في حقهم كلمات الله التامات.. إنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. وكفاهم فخراً وشرفاً.. ورفعةً وسمواً.. إن الله وهو الصادق العظيم قد قال ما معناه.. إنهم أحياء عند ربهم يُرزقون.. ثم أنقل نقل مسطرة فقرات لا ولن تخل بالموضوع.. الذي نأمل.. بل نلح في إصرار أن تقرأ كل حرفٍ خطه قلم الصديق الطاهر ساتي.. في زاويته بالسُّوداني الصادرة الأحد 16/9/2012.. الفقرة الأولى.. خطاب من نائب المراجع العام إلى الأمين العام لمجلس الوزراء ونص الخطاب «خلال مراجعة فرق المراجعة لحسابات ولاية الخرطوم إتضح صرف أجور شهرية ومخصصات وامتيازات بأسماء بعض شهداء الخدمة المدنية تقبلهم الله وذلك منذ العام 2002م وحتى تاريخه وقد تم هذا بناء على قرار وزاري صدر عن مجلسكم بالرقم 615/1997 وإفادتنا عن مدى سريان الإمتيازات الخاصة بالأجور والمخصصات الأخرى لشهداء الخدمة المدنية وشكراً» صلاح الدين محمد عثمان نائب المراجع العام للإدارة والحكم القومي والولايات». الوثيقة الثانية.. هي بتاريخ 28/مارس 2007.. تتحدث عن تعيين أحد الشهداء بأحد الوظائف بعد ترقيته.. الوثيقة تُقرأ «السيد مدير عام وزارة الحكم المحلي.. السلام عليكم ورحمة الله الموضوع/ الشهيد «م» للتكرم بتسكينه في وظيفةٍ شاغرةٍ وتكملة إجراءات ترقياته !! حتى يلحق بدفعته وإفادة وزارة المالية بذلك ولكم الشكر.. صلاح الدين الأمين/ الأمين العام لحكومة ولاية الخرطوم المكلف». سيدي الدكتور.. بالله عليك أقرأ.. ثم تقصى.. ثم تحدث.. ولكن دعنا نسأل إذا كان كل ذلك صحيحاً.. هل يُمكِن أن يحدث هذا في بقعة في الأرض.. وهل القيامة قد قامت بالفعل.. لك الود والسلام