في ظل تفاؤل وحسن نوايا من جانب واحد إندلقت) الحكومة السودانية أو لنقل تحديداً الحزب الحاكم في بحر العواطف والتأثير لحكم الأخوان في مصر بل أن أحد (أذكياء) المؤتمر الوطني تسرع (بتأثير) لا علاقة له بالمكر السياسي للأخوان إبان السباق الانتخابي ضد أحمد شفيق وكان وارد جداً أن يحكم شفيق مصر لولا فارق طفيف في الأصوات!! ولا أدري كيف كان سيتعامل الحزب الحاكم مع شفيق وحكومته.. ورغم أن الأحداث في المنطقة غيرت تماماً في الخارطة السياسية إلا أن الجانب السوداني لازال يؤطر لعلاقته بمصر بالإسلوب العاطفي وفرضيته العلاقة التاريخية التي ليس لها وجود إلا في مخيلة قليلين يعيشون على (وهم) وحدة وادي النيل رغم أن الجانب المصري تصدر منه كثير من التلميحات إلا أن الجماعة عندنا ما عايزين يفهموا إما عمداً أو أنهم بالفعل لا يفهمون والأحاديث التي تصدر من إعلاميين وسياسين مصريين خرجت من طور التلميح إلى طور التصريح كما فعل أيمن نور وهو يصرح بأنه رفض أن يكون من المستقلين للسيد الرئيس في زيارته الأخيرة لمصر لأن سادته مطلوب من المحكمة الدولية بل أن أيمن نور الذي (فرمه) حسني مبارك ورمى به في غياهب السجون تعدى الإتهام إلى تأكيده وهو يقول عبر برنامج تسعين دقيقة بالمحور أنه يأسف أن الاتهام لازال إتهاماً !! ولم تُقدِم أياً من القيادات السودانية للمحاكم نظير أتهامها بجرائم حرب والرجل من حقه أن يقول ما يشاء لكن كنت أتوقع أن يكون الرد عليه قاسياً ومنطقياً عندما علمت أن من سيعقبه في المداخلة مباشرة هو المستشار الإعلامي بابكر حنين! وأنا أعلم أن منسوبي المؤتمر الوطني أكثرهم (فُطِمَ) على الفصاحة وممكن يتكلم عشرة ساعات دون إنقطاع لكني فوجئت بحديثٍ (عاجز) لبابكر حنين يتكرم فيه بالرد على المدعو أيمن نور الذي أتهم صراحةً الرئيس البشير بما أتهمته به المحكمة الدولية بل طالب مصر بأن تعتقله بصريح العبارة، وكل ما تكرم به السيد حنين أنه إستلف لسان الحكومة المصرية وكأنه مستشار السفارة المصرية وليس السودانية وقال: إن الحكومة ا لمصرية إستقبلت الرئيس البشير والعلاقات بين البلدين «تمام التمام» ولم يلقم نور حجراً يفند فيه بالدلائل والبراهين موقف الحكومة السودانية، وقد كانت فرصة من ذهب عبر برنامج عالي المشاهدة ولم (يفشنا) إلا حديث المتحدث بإسم العلاقات الخارجية لحزب الحرية والعدالة الذي ينتمي له مرسي حيث قال في حديث علمي لا علاقة له بالعواطف الزائفة إن الاتحاد الأفريقي رفض قرار الجنائية ومصر من أعضاء الاتحاد وبالتالي لا نستطيع إلقاء القبض على البشير ولم يقل الرجل العلاقات الأزلية وبنشرب من نيل واحد وما إلى ذلك من الكلام المستهلك الماسخ!!. أعتقد أن دبلوماسيتنا محتاجة إلى (عكاليت) في السياسة والعلاقات الدولية لأن الدفاع عن السودان في المحافل الدولية عايز ناس (منضمة) عارفه بتقول في شنو ! وكيف تطرح وجهة نظرها ! وكيف تقنع بها الآخر! والتعيين في المقاعد الدبلوماسية للمعاشيين أو للترضيات والمجاملات حيودينا وراء هذه المجاملات التي وصلت حداً سمعت فيه أن خريج زراعة هو دبلوماسي بإحدى السفارات فقط لأن عمه كان سفيراً وعلى هذا القياس قس !! كثيرون لا علاقة لهم بالحقيبة الدبلوماسية والتي حولوها بعدم التجربة والفهم للعمل الدبلوماسي لحقنة دبلوماسية تطعن في خاصرة القضايا التي نخوضها وكثيراً ما نطلع منها (خسرانين!). كلمة عزيزة الفلم المسيء للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يؤكد أن الاستهداف الفكري والفني هو أخطر من الأسلحة والسموم الكيميائية لذلك علينا أن ندرك أن فننا الجاد وثقافتنا النظيفة هي التي نستطيع أن نرد بها على هذه الخزعبلات والمحاربين للفنون لا يدركون أن ميدان الحرب قد تفيد وتحول من السيف والبندقية، إلى الكلمة والصوت والصورة. كلمة أعز: عبر إذاعة النيل الأزرق الصباحية رصدت عشرة أخطاء للمذيعة هايلين وهي تقرأ الصحف!! أخي الشفيع مذيعة لا تجيد القراءة باللغة العربية !! ومذيعة صوتها «رايح» الحكاية شنو؟.