بعد (36) عاماً من تخرجهما من كلية الشرطة السودانية سجل ضابطان إماراتيان زيارة خاصة فاحت بعبير الذكريات والحنين إلى أيام الدفعة (35) والعديد من المشاهد التي كانت حضورًا في الذاكرة وأبدويا سعادةً للتحول الكبير!! والطفرة العمرانية في قلب الخرطوم وعلى وجة الخصوص في كليتهم التي زاروها وبحب وإعزاز حدثنا اللواء محمد حميد سيف السويدي مدير عام المؤسسات العقابية والإصلاحية بإمارة دبي والعميد معاش خميس سعيد خميس نائب المدير السابق لسجون دبي ويكشف اللواء السويدي عن إصول قبيلتة التي ترجع لقبيلة بني الأسود الكندي ويقول من المرجح أن قبيلتنا لها علاقة بالسودان نسبةً للأسود ويسرد قصة عشق محموم منذ العام 1974 لحظة التحاقة بكلية البوليس ببري ويقول منذ أن وطئت قدماي الخرطوم لم أشعر بالغربة !! ومن أجمل الذكريات بالكلية مع الرفقاء الذين كانوا بمثابة إخواني وكانت دفعتنا (35) مميزةً وفي الإجازات كنا نذهب لبيوتهم وذهبت معهم لكثير من الأعراس بطقوسها الجميلة واعجبتني كثيرًا حنة العريس والجرتق ومن الأشياء الجميلة للترفيه كنا نذهب بالطراحة لفندق السودان، وبعد طول غياب أسعدني جدًا التحول الكبير! وتطور الكلية والعدد الكبير من الطلبة فنحن كنا 140 طالباً وقتها ، وهذا مصدر فخر وإعزاز. ويواصل في حكاوي الذكريات بعد رجوعي لم أجد صعوبةً للإلتحاق بأي عمل فالقوانين انجليزية متشابهة و اختلافنا بسيط فقط في الأسلحة والخريج من الكليات السودانية يمتاز بالتدريب الجيد وهو مرغوب في الإمارات، وتنقلت في عدد من المواقع مدرسة تدريب الشرطة، ومديرًا لمراكز الشرطة بعدها مديرًا للموانيء والبحرية ومنها إلى وظيفة نائب مدير شؤون الأفراد، ثم مدير إدارة العمليات وظيفتي الحالية. ، ويصف العميد معاش خميس تلك الفترة بالذهبية ويقول حقاً لم نشعر بأننا غرباء وعشنا كأسرة واحدة واليوم وأنا أعاود الحنين مع زملائي الذين أعتز بهم وحقاً التغييرات التي حدثت مواكبة للحضارة. كانت هناك طرائف عديدة لاتستطيع الأيام أن تمحوها عندما وقعت بالفرس (جحيف) في الخور وظن الجميع أنني مت عندما رأوا الغبار وعندما حضروا وجدوني ممسكاً برقبتها بشدةٍ وكان الفرس مشهوراً بأنه لاينصاع للأوامر وكنت قد تعودت على المهر (صلاح الدين).