بإعلانها الدكتور الزبير أحمد الحسن أميناً عاماً لها لدورة جديدة مدتها أربع سنوات تكون الحركة الإسلامية السودانية عبر مؤتمرها الثامن قد وضعت نقطة في سطر جديد من تاريخها، بعد مداولات ثرة وكبيرة دار فيها نقاش مستفيض وتقاطعات لآراء مختلفة حول جملة مواضيع تخص الدستور وطريقة انتخاب الأمين العام، تمخضت كلها عبر توصيات المؤتمر وتعديلات دستور جرت عبر إجازة وثيقة الدستور.. الحركة الإسلامية السودانية مرت بمنعطفات كثيرة حتى وصلت الى سدة الحكم في السودان عبر ذراعها السياسي (المؤتمر الوطني)، وذابت في عضويته، وتراجعت عن عملها الدعوي والجهادي الذي كان يميزها عن الآخرين، ولكن بمراجعة توصيات المؤتمر الثامن، تعود لتؤكد أهدافها السامية وتعلن في متنه بأنها سوف تواصل جهادها الذي لا توظفه في العدوان أو الاستعلاء، ولكن في أصوله المعتدلة وأن طبيعتها الربانية المستندة الى كتاب الله وسنة رسول الله، وأنها دعوية جهادية لا تختلف عن عصرها وأنها حركة سلمية تسعى بالرفق والدعوة وتمتنع عن أسباب العنف، ودعت الى تكثيف الحوار بين الحركات الإسلامية والغرب، واتباع نهج التعاون مع الحركات الإسلامية في تعزيز ثقافة السلام والحوار. رئيس مجلس الشورى والمسؤولية الكبيرة الرئيس المنتخب لمجلس الشورى الدكتور مهدي ابراهيم تحدث ل(آخر لحظة قائلاً: إن المسؤولية كبيرة وجليلة وتتطلب الكثير من الامكانات والقدرات، لأن المؤسسية التي تتابع اداء الأمانة العامة هي الشورى.. وقال إن الشورى تحمل الآن نفس المؤتمر العام وتوجهاته، وتحول تلك التوجهات الى سياسات تحكم برامج الأمانة العامة.. وأضاف أن هناك لجاناً متخصصة سوف تعمل مع مجلس الشورى قائلاً: إن الروح التي سرت في المؤتمر العام هي ذات الروح التي سوف يعمل بها المجلس ونوابه، وكذلك الأمين العام للحركة الإسلامية.. مشيراً الى أن الوقت الآن يؤكد أن الإسلام قادم وله أشواق كبيرة وتطلعات وهموم لم تعد محلية بل عالمية تتجاوز السودان، وأن الحركة الإسلامية السودانية تريد أن تخرج من الأطر والآفاق المختلفة ببرامج وسياسات وخطط تنسيقية مع كل الحركات الإسلامية الأخرى. إعادة الروح للحركة مهمة الأمين العام من جانبه أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين دكتور الساعوري أن الحركة الإسلامية الآن وضعت فصلاً جديداً لها بالممارسة الشورية الحقيقية من قواعدها التي عرفت القيادات بأنها غير راضية عن أدائها، وعبرت بذلك بالنقاش الساخن والمداولات الحارة في مسألة اختيار الأمين العام من خلال المؤتمر العام أو مجلس الشورى، وأدخلت القيادات في تمرين ساخن واختبار حقيقي عبر مداولاتها وأشار الى أن ما حدث يدل على أن هناك فجوة عميقة كانت ما بين القيادات والقواعد استطاعت القيادات أن تستوعبها مباشرة خلال المؤتمر، لذلك جاءت بأمين عام للحركة الإسلامية توافقي ما بين القواعد والقيادات، وهو رجل مقبول للجميع.. وأضاف من المهم أن يكون الأمين العام بعيداً عن القيادات السابقة ويعمل على إدارة الروح لجسد الحركة الإسلامية، بعد أن أصبحت جسداً بلا روح حينما تم تجميد الأمانات فيها وطالب بعودة الأمانات الشبابية والمرأة والطلاب الى الحركة الإسلامية، لتبدأ عملها الفعلي.. وأضاف أن هذا هو المطلوب من الحركة الإسلامية وأمينها الجديد، حتى تتحرك الحركة وتستطيع أن تسوق خطها السياسي في المؤتمر الوطني من غير اختلاف، وكذلك تعمل كمنظمة مجتمع مدني لها دعوتها ومجاهداتها ولا تكون بعيدة عن الناس، وعلى الأمين العام الدكتور الزبير محمد الحسن أن يبث هذه الروح في جسد الحركة الإسلامية وإذا لم يستطع (فيشيل شيلتو)- على حسب قول الساعوري.