إنتهى مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية.بإعادة بناءها وظهورها الى (السطح) بعد أن غابت نحو (22) عاماً بأمر أمينها العام الأسبق الدكتور حسن الترابى عراب الإنقاذ الذى إختلف فيما بعد مع أصدقاءه وأبناءه وشق الحكومة التى نصفين....والحقيقة الماثلة أن الحركة الإسلامية لم تغب تماماً بل أنها عجزت عن أخذ مكانها الذى عرفت به قبل الإنقاذ لأن قادتها وشيوخها إنشغلوا بإدارة دفة الحكم وتسيير الحزب (المؤتمر الوطنى) الذى جعلوه (وعاءاً جامعاَ) به كل من إنشق عن حزبه وإرتضى بمنهج الحزب.....ولم يكن إنعقاد المؤتمر (15-17) نوفمبر الجارى.قراراَ يسيراً فقد نشطت قيادات شبابية وطلابية خلال الفترة الماضية.وتقدمت بمذكرات تطالب بإصلاح (المؤتمر الوطنى) والعودة الى جادة (الحركة الإسلامية) التى جاءت بالحكم وإنزال منهاجها لمحاربة الفساد وتزكية المجتمع وهى مطالب (مشروعة) غير أنها لم تجد فى البدء القبول من نافذين فى المؤتمر الوطنى ... بعد مضى أشهر من مذكرة (الألف أخ) بدأ بعض القيادات تجهر بآرائها داعية الى ضرورة (التغيير) الذى تحول فيما بعد الى الى شعار ردده الجميع عند إنعقاد المؤتمرات القاعدية فى الولايات حتى إنعقد المؤتمر العام الخميس الماضى بقاعة الصداقة.......لكن هل تحقق التغيير الذى دعا له الشباب؟؟؟؟ ربما تحقق فى إنعقاد المؤتمر العام فقط وظهور كيان الحركة من جديد...أما التغيير الجوهرى فى طبيعة عمل الحركة فإن تيارات عديدة ترى أن ماطالبوا به لم يتحقق ...خاصة قطاع كبير من الشباب الذين كانوا يرون أن دكتور غازى صلاح الدين العتبانى أحق بمنصب الأمين العام غير أن العتبانى إنسحب من المنافسة على المنصب وقال (منصب الأمين العام لم يعد ذا قيمة وفقاً للدستور الحالى للحركة) ...كما أن بعض القيادات تحدثت عن ظهور تيارات عقب إنتهاء أعمال المؤتمر العام وهى تريد تغييراً يجعل الحركة أقوى من مثيلاتها فى العالمين العربى والأفريقى ......لإعتقادهم أن المؤتمر العام لم يأتى بجديد ...وأن الحركة الإسلامية بهذا الشكل لن تحقق رغباتهم وتطلعاتهم.