يعتبر قطاع التعدين مهماً للاقتصاد والمجتمع خاصة الذهب، حيث ساهم في تحقيق أهداف البرنامج الثلاثي وإعادة التوازن واستدامة الاستقرار الاقتصادي وزيادة الإيرادات العامة للدولة بشكل مقدر، وتقدم موقع السودان في التصنيف العالمي للدول المنتجة للذهب ووفر قطاع المعادن مئات الآلاف من فرص العمل للشباب حيث يقدر عدد العاملين في القطاع بأكثر من 500 ألف شاب مما ساهم في مكافحة البطالة وتشغيل الخريجين والشباب، كما ساهم في تخفيف حدة الفقر وارتفع مستوى المعيشة ودخل الفرد في مناطق التعدين وتحولت الحياة الاجتماعية تدريجياً إلى التحسن والرفاهية، وأفادت ورقة القطاع الحقيقي الوضع الراهن والتحديات والرؤى المستقبلية في الملتقى الاقتصادي بالخرطوم أن إنتاج الذهب في النصف الأول من العام 2011 بلغ «10» أطنان مقارنة ب34 طناً في يناير- سبتمبر عام 2012 بنسبة زيادة بلغت 3.4%، بعائدات وصلت 1.7 مليار دولار، وشكل صادر الذهب نسبة 70% من جملة الصادرات وأشارت الورقة إلى أن 85 شركة تعمل في استخراج الذهب، منها أربع دخلت مرحلة الإنتاج وهي إرياب ورضا هواكان وحجاجية بإنتاج بلغ حجماً كبيراً ومتوقع أن يصل إلى «3» أطنان نهاية العام وبداية العام المقبل، وتوقع كمال عبد اللطيف وزير المعادن أن ينتج السودان 50 طناً من الذهب هذا العام بعائدات قدرها 2.5 مليار دولار في إطار مساعي البلاد لتعويض فقدان معظم احتياطيات النفط بعد انفصال الجنوب العام الماضي، وقال عبد اللطيف من المحتمل أن يبدأ الإنتاج من مشروع مشترك مع السعودية لاستقلال احتياطيات الذهب والفضة والنحاس في البحر الأحمر بين البلدين في العام 2014 ولا شك أن إنتاج 50 طناً يجعل السودان ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا ويضعه بين أكبر 15 منتجاً للمعدن في العالم. وأبلغ كمال عبد اللطيف خلال مؤتمر التعدين العربي في الخرطوم أن الحكومة السودانية منحت بالفعل رخصاً لأكثر من 85 شركة للتنقيب عن الذهب في أكثر من 120 موقعاً داخل السودان، وأضاف أن سبع شركات وصلت إلى مرحلة الإنتاج حتى الآن وأن الرقم سيرتفع إلى مثله نهاية العام. وفي سياق آخر دفع السودان بمقترح لإنشاء مركز للأبحاث والتدريب في مجال التعدين بمنطقة الدرع العربي النوبي بولاية البحر الأحمر. وقال عباس الشيخ وكيل وزارة المعادن في تصريح لسونا إن المركز سيساهم في استغلال الثروات المعدنية بمنطقة الدرع العربي النوبي، مبيناً أن المنطقة غنية وأن التركيبة الجيولوجية بها متشابهة، مشيراً إلى أن قيام المركز بالولاية سيخدم دول الدرع من خلال دراسة طبيعة المنطقة وإعداد الدراسات المتعلقة بها والاستفادة من الخبرات الفنية، وكشف عن الإمكانات والميزات التي تتوفر في الدرع، داعياً إلى أهمية تضافر الجهود لاستغلال المعادن التي تتوفر فيها، مشيراً إلى الكميات المتوفرة من الذهب وإلى تجربة شركة إرياب في منطقة البحر الأحمر وإلى خطتها التوسعية لإنتاج كميات من النحاس بجانب الذهب وإدخالها لأنظمة «VMS, CIL» وأوضح وكيل المعادن لوكالة السودان للأنباء أنهم بصدد عقد ملتقى للدرع العربي النوبي في أكتوبر من العام المقبل، مشيراً إلى التفاكر مع دولة أريتريا في هذا الشأن، واتفق وزيرا المعادن في الدولتين على التعاون سوياً للإعداد للمؤتمر بمشاركة واسعة من الشركات المنقبة عن المعادن بالدرع النوبي العربي. الجدير بالذكر أن المؤتمر الثاني عشر للمعادن الذي انعقد بالخرطوم في الفترة من 27-29 نوفمبر استضاف مجموعة من الجيولوجيين والوزراء بالدرع ووضعوا محوراً كاملاً لمناقشة اقتصاديات الدرع العربي النوبي.