للمرة الثانية خلال أسبوعين صعّدت الحركات المسلحة مواجهتها وعاودت الهجوم على مدينة الفاشر، معلنة بذلك نقل الصراع من الوديان إلى المدن في الوقت الذي كشف فيه دكتور التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور عن اكتمال كافة هياكل مفوضية الترتيبات الأمنية بنسبة100%، مشيراً إلى أن مفوضية الترتيبات الأمنية قد تبدأ إجراءاتها العملية قريباً بعد أن توفرت كل المعينات المالية الخاصة بالمفوضية. تفاصيل إحباط محاولة قصف الفاشر: أبان قائد الفرقة السادسة مشاة تاج الدين أحمد أن القوات المسلحة رصدت تحركات «الجبهة الثورية» ووضعت كميناً محكماً لها في تمام الساعة الثانية من صباح أمس بعد أن توفرت معلومات لقيادة الفرقة بأن هناك مجموعات من الجبهة الثورية أعدت الراجمات والذخائر بهدف قصف مدينة الفاشر وترويع المواطنين، وأكد أن الكمين أسفر عن وقوع اشتباكات بين الطرفين، وقال إن القوات المسلحة تمكنت من هزيمة المتمردين وتكبيدهم خسائر فادحة، وفي ذات السياق أعلنت القوات المسلحة أمس أنها أحبطت مخططاً لمتمردي «الجبهة الثورية» استهدف قصف الفاشر من على بعد 25 كلم، وأكدت وقوع مواجهات مع الجبهة أسفرت عن مقتل اثنين وإصابة آخرين والاستيلاء على عتاد عسكري. وفي ذات المنحى أعلنت الفرقة السادسة مشاة بولاية شمال دارفور أنها تمكنت من قتل اثنين من المتمردين وجرح آخرين، بجانب الاستيلاء على سيارتي دفع رباعي «لاندكروزر» وراجمة و29 صاروخاً من قوات الجبهة الثورية بمنطقة «حلة الشيخ» 14 كلم جنوب غربي مدينة الفاشر. من جهته قال نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات والتدريب للقوات البرية الفريق يعقوب إسماعيل إن متمردي الجبهة الثورية ظلوا يحاولون قصف مدينة الفاشر من على بعد 25 - 30 كلم، إلا أنهم لم يستطيعوا حتى الآن إيصال أي صاروخ إلى الفاشر، مؤكداً قدرة القوات المسلحة على دحر المتمردين وأكد قرب القضاء عليهم ومطاردتهم في كل مكان. الحكومة تحذر: أكد والي شمال دارفور عثمان كبر أن حكومته ستكون بالمرصاد لكل الطابور الخامس والمتربصين داخل مدينة الفاشر ويساندون المتمردين، ودعا المواطنين لأخذ الحيطة والحذر ورصد الطابور الخامس وانتقد تصرفات الجبهة الثورية التي سماها ب«الجبهة الصورية»، وقال يحاولون نقل تجربة جنوب كردفان «الساذجة» بقصف مدينة الفاشر، وأشار إلى أن المتمردين لم يجدوا مكاناً يحتلونه ويلجأون إليه منذ العام 2003م سوى الوديان. الطابور الخامس يهدد أمن الفاشر: أوضح المراقبون أن الإشارات التي أطلقها والي ولاية شمال دارفور عن وجود طابور خامس ستهدد أمن الولاية والمواطن أكثر من الحركات المسلحة التي يعرف نشاطها، مشيرين إلى أن العمليات العسكرية التي قامت بها الحركات المسلحة مؤخراً جاءت متزامنة مع إشاعة مرض الرئيس والمحاولة الانقلابية الأخيرة وظهور مجموعات إرهابية في محمية الدندر.