شنت المعارضة هجوماً عنيفاً على المؤتمر الوطني واتهمته بعدم الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات المبرمة معه خاصة فيما يلي دارفور وحذرته في الوقت ذاته من مغبة الإصرار على منهج الحرب في معالجة المشكلات التي تعاني منها البلاد، ورهنت حل الأزمات السودانية بإسقاط النظام الذي قالت إنه قاد البلاد لنفق مظلم بسياساته الخاطئة. وقال القيادي بتحالف المعارضة الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين ل«آخر لحظة» أمس إن أحداث الفاشر الأخيرة تنذر بانهيار وثيقة الدوحة، مشيراً إلى أن الحادث يدعم موقف المعارضة الداعي لرفض أي حوار مع النظام، مشدداً على ضرورة معالجة كافة القضايا التي يعاني منها الوطن وعلى رأسها قضية دارفور ومثيلاتها في النيل الأزرق وجنوب كردفان في إطار الحل الشامل وليس في سياق التجزئة التي فاقمتها، منبهاً لأهمية أن يجلس أهل السودان في مناخ من الحريات بعد إسقاط النظام للوصول إلى اتفاق حول كيفية وضع حد للأزمات المستفحلة. لافتاً النظر إلى أن وثيقة الدوحة المهددة بالانهيار لم تضف جديداً للمواطن بدارفور باعتباره المتضرر الرئيسي من الحرب الدائرة في الإقليم خاصة النازحين واللاجئين ولم تعالج قضاياهم ومعاناتهم الإنسانية والاقتصادية، وقال ضياء الدين إن كل ما تم الاتفاق عليه بشأن الإقليم لا يعدو كونه مجرد تهدئة مؤقتة ومحاولة لاحتواء بعض الأطراف التي تحمل السلاح عبر استيعابها في مؤسسات السلطة، وأبان أن استمرار المشكلات يدفع البلاد للانزلاق في اتجاهات خطيرة لأنه يقود لتراجع الانتماء الوطني لصالح الجهوية والقبلية والعنصرية، وزاد أن الحرب يمكن إيقافها لكن تهتك النسيج الاجتماعي سيلقي بظلال سالبة قد يصعب احتواؤها.