ü فجأة صاحت نوال مذعورة «ودوني المستشفي عندي ذبحة»!!! بدأت على البعض ملامح الانزعاج والقلق.. أختها الصغرى قالت لها قولي بسم الله!! رمى «ظريف المجلس» بكلمة جعلت أعضاء المجلس يتوزعون ما بين «الدهشة» والضحكة المكتومة!! يا نوال خليك واقعية!! كيف يعني أكون واقعية أنا عيانة!! أسرعوا بإنقاذي!! رد الظريف: يا نوال ما تتمني المرض.. امرضي ب«قدر ظروفك» ملاريا، تايفويد، حساسية، نزلة حجاج.. لكن ذبحة دي دائرة إمكانيات إنتِ ما عندك!! الحكاية فيها أشعة مقطعية وملونة ومناظير ومستشفيات خمسة نجوم!! مثل هذه الأمراض يا «بت الناس» تحتاج لشنطة كشنط البنوك مليانة «نكتوت»!! خلينا نتونس وما تخربي الجلسة الجميلة دي!! وانسي حكاية المرض ده خالص!! بعد دقائق قليلة ضحكت «نوال» وتنفس القوم الصعداء.. قالت الظاهر «زمّة» ولكنها ليست خفيفة!! ü مثل هذه الحكاية الواقعية تعكس إلى حد كبير تفسير عامة الشعب المسكين للمرض!! الناس يتعاملون معه بكثير من الصبر وانعدام الحيلة في مواجهة التكاليف الباهظة في ظل الانسحاب الكامل للدولة من هذه الخدمة.. قالت وزيرة الدولة للمالية السابقة عايدة يحيى المهدي في قراءة لها للميزانية بالزميلة «الصحافة» بأن الدعم المخصص للصحة والتعليم مجتمعتين بلغ ملياراً واحداً مقابل 9 مليارات لقطاع الدفاع والأمن والشرطة والقطاع السيادي!! ü حكاية ثانية: قال لي الاخصائي المشهور والذي يحمل تخصصاً نادراً والبلاد في أمس الحاجة إليه!! أملك الآن عمارتين إحداهما مؤجرة والأخرى مؤجرة ثلاثة أرباع وأسكن في الباقي وأملك رصيداً محترماً، ورجعت من غربتي لأخدم بلدي، ولكنني في مثل هذا الوضع لن استطيع العمل و ربما أغادر مرة ثانية!! قال لي: هل تصدق أننا نستخدم «عقاراً» تركه العالم منذ زمن طويل ومع ذلك هذه الدواء «معدوم» في الأسواق ولا نجده!! ü الحكاية الثالثة: قال الاخصائي المعروف وصاحب الحملة المشهورة ضد أيلولة المستشفيات الاتحادية للوزارة الولائية «أقيفوا» معانا الوزارة الولائية قررت زيادة رسوم العمليات دون استشارة المجلس التشريعي.. كثير من أسباب إلغاء العمليات ترجع لعدم القدرة عن تسديد الرسوم، المبلغ ليس كبيراً ومع ذلك تعجز شريحة من «المتعففين» عن السداد.. هذه الشريحة تكبر وتزداد معاناتها كل يوم!! يضيف . زيادة الرسوم وإجبار المستشفيات على تسديد فواتير الكهرباء والمياه من مواردها الذاتية هي الخصخصة «بعينها» وهي أول ثمار الأيلولة. ü قال الأطباء والمرضى في صوت واحد!! أصبحت الموضة أن يذهب كبار رجالات الدولة وأغنياء البلد «للتنويم» في المستشفى الضخم رويال كير!! الموضة الآن هناك!! عندما تكتب الصحف أن المسؤول الفلاني يستشفي في رويال كير هذا يعني أن المستشفيات العامة تنطبق عليها نكتة الرجل الذي وجد طعام المطعم الذي دخله رديئاً فذهب يشكو للعاملين!! قالوا له انتظر صاحب المطعم قال لهم: أين ذهب؟ أجابوه بصوت رجل واحد!! إنه يتناول طعامه في المطعم المجاور!!