ü لم أكن أخفي إعجابي بأداء الدكتورة تابيتا بطرس شوكاي في منصبها وزيراً للصحة الاتحادية.. وفي المنابر العامة وفي الزيارات.. ووقفت على تجربة وزارة الصحة في قمة هرمها القيادي الوزير الاتحادي د. تابيتا ووزير الدولة د. أبو عائشة.. ووكيل د. كمال عبد القادر في خلع الرداء الحزبي والتوجه لتقديم الخدمة لجميع المواطنين بلا استثناء وفي الوقت المطلوب.. وتحويل الوزارة «من وزارة مرض إلى وزارة صحة».. وقد حزنت جداً أن لا تجدد الحركة ثقتها في الدكتورة الانسان تابيتا «بنت السودان» كما أسميتها وللأحزاب في ما تحدد مذاهب.. ولن تفقد بلادنا قدرات وإمكانيات وخبرات د. تابيتا ففي العمل متسع ولئن تجاوزتها الوظائف الدستورية فهي لم تكن تهتم بمثل ما يقدم من مراسم أو تشريفات لشاغلي المناصب الدستورية فقد ظلت بت القسيس تحمل قيم التواضع والهمة والوطنية في أعلى مدارجها. ü وجمعتني مائدة إفطار رمضاني عند صديق حميم من منسوبي الحركة الشعبية ومن أبناء دارفور ذلكم هو المهندس هارون آدم عبد الرحمن.. رجل وحدوي يعمل من أجل تعزيز فرص التصويت لصالح الوحدة عند إجراء الاستفتاء لا يرغب من وراء ذلك إلا العمل وفق قناعته الشخصية في إن هذا السودان بلد واحد ويجب أن يظل كذلك ويجتهد ومعه زوجته المغربية الكريمة وأنجالها في ترتيب وجمع كل من يهمه أمر الوحدة دون التقيد بالنظرة الحزبية الضيقة فهذا الرجل هارون لم يتردد في أن يمنح صوته في الانتخابات الأخيرة لمرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية المشير عمر البشير إيماناً منه بأنه الأقدر على قيادة بلادنا في هذه المرحلة.. وهو يقول ذلك بشكل علني أمام قيادات الحركة الشعبية والتي يلتزم ببرامجها وخطها ويحظى باحترام الكثيرين من القيادات ان لم يكن كلها ويتواصل معهم ويتحدث بجرأة عن ما يراه صواباً.. جمعني هارون بالدكتور عبد الله تية وزير الصحة الاتحادي وأسرته في شقته الصغيرة البنيان المتسعة الصدر الحميمة العلاقات.. واستمعت للسيد وزير الصحة الاتحادي وهو يحكي عن هموم وزارته والتي تعاني الأمرين من قلة الدعم وتدفق الدفعيات من وزارة المالية حتى يضطر أن يشكو بثه وحزنه إلى نائب الرئيس فيأمر له وزارة المالية فيتحول لها.. وتلك قصة أخرى!!! د. عبدالله تيه وزير الصحة يعرف أنه وزير وزارة خدمية تعتمد على الدعم الحكومي إذ تتقاسم المسئولية مع الوزارات الولائية.. وتتلقى الوزارة كذلك عوناً أجنبياً تظهر الأرقام أنه أعلى يداً من الدعم الحكومي وهذا أمر معيب إذ لا يقبل عقلاً أن يكون انفاقنا على صحة مواطنينا أقل مما تنفقه المنظمات الأجنبية والتي لا تدفع إلا وفق أجندتها أيّاً كانت. ü وضرب لنا د. عبد الله مثالاً يعزز به مطالبته بضرورة مركزية تعيين ومرتبات الأطباء حتى تتمكن الوزارة من تعديل الصورة المقلوبة وتقوم بالتوزيع المناسب للكوادر الطبية.. وتعالج التشوهات ففي ولاية جنوب كردفان يوجد «ستة أختصاصيين» وعشرة أطباء عموميون.. بينما يكتظ مستشفى أم درمان التعليمي بثلاثمائة طبيب عمومي... بينما يبلغ عدد الأختصاصيين في مجال الجراحة فقط ستة وعشرين اختصاصياً.. دعك من بقية التخصصات الأخرى وهذا لا يستقيم عقلاً ومنطقاً.. ولا تملك وزارة الصحة إزاء ذلك أي شيء لأن الولاية فقيرة لا تستطيع دفع مرتبات الأختصاصيين والأطباء ويبقى الحل في المركزية.. أحد الحضور قال «والله الخازوق العملوا لينا علي الحاج ما بيمرق بي هين قام يقصر في الظل الإداري زي ما قالوا لامن خلانا في الشمش!! » وهذه بطبيعة الحال إحدى مساوئ كثرة الولايات في ظل الحكم الاتحادي وكنت ولا أزال أنادي بعودة ولايات السودان التسع لتنحسر الكثير من المصاريف التي تنفق على حكومات الولايات ومجالسها ومعتمديها ومراسمها وحراسها وجزى الله الفريق الهادي عبدالله والي نهر النيل خيراًعندما استن سنة حسنة يجمع حكومته على متن حافلة ويطوف بها الولاية يسعى لمواطنيه في قراهم وبلداتهم ويحل المشاكل التي يستمع لها على الطبيعة. ü وزارة الصحة الاتحادية تعمل اليوم بنفس الروح التي كانت عليها في عهد د. تابيتا انسجام تام بين الوزيرين والوكيل.. وتعاون وتواثق على خدمة إنسان السودان بلا حزبية ولا سياسة جهوية فوزارة الصحة، والتعبير للدكتور عبدالله تية وزارة خدمات لا تحتاج للحركات السياسية إلا من قبيل البهارات والتي لا تفسد الطعم الأصلي للوزارة الخدمية الإنسانية. وهذا هو المفروض