كشف د. يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي في اتصال هاتفي مع رئيس التحرير أمس تفاصيل الاتفاق الذي وقعه أمس الأول مع رئيس الجبهة الثورية مالك عقار بالعاصمة اليوغندية كمبالا. وقال الكودة إنه عقد لقاءات مع جميع القوى السياسية المتمردة وقدم لهم طرح حزبه للخروج من الأزمات إلى فضاءات الوحدة والاتفاق.ووصف ما تناقلته الصحف والأجهزة الإعلامية في السودان حول توقيعه على وثيقة الفجر الجديد بأنه لم يكن دقيقاً، وقال إنه وقع بصفته رئيساً لحزب الوسط على بيان مع مالك عقار، وأن البيان دعا إلى ضرورة العمل السلمي والتغيير السلمي للسلطة. وأضاف أن البيان شدد على أن أمر شكل الحكم والنظام الذي يجب أن يقوم عليه، ومسألة فصل الدين عن الدولة، هي أمور لا يجب البت فيها بين طرفين، بل يجب نقلها إلى مؤتمر دستوري يحدد كيفية حكم السودان.وأكد الكودة تمسك حزبه بالوحدة الطوعية دون اللجوء إلى خرقها أو الخروج عنها بالقوة.وكان د.الكودة وقع أمس الأول مع عقار على وثيقة الفجر وأظهرت الصور التي نشرتها (آخرلحظة) لافتة كتب عليها «مراسم توقيع حزب الوسط على ميثاق الفجر الجديد» وجلس الكودة في المنصة مع مالك عقار.من جانبها اعتبرت هيئة علماء السودان كل من وقع على وثيقة كمبالا التي تدعو لفصل الدين عن الدولة خارج الملة والدين، في وقت شن فيه الشيخ كمال رزق إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير هجوماً عنيفاً على الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الإسلامي الذي أعلن انضمامه لوثيقة الفجر الجديد التي أقرها تحالف الجبهة الثورية مع القوى السياسية المعارضة بغرض إسقاط النظام بتوقيعه على الوثيقة أمس الأول بكمبالا، وقال البروفيسور محمد عثمان صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان إن كل إنسان مسلم يجب عليه الاعتراف بحكم الله عز وجل حسبما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة، مؤكداً أن هذه الأحكام ينفذها الحاكم الذي ولاه الله على الناس، مضيفاً أن كل من زعم أنه لا يجب الحكم بما أنزل الله أو سعى لفصل الدين عن الحياة العامة يكون قد وقع في المحظور، لأن هذا الوجوب والاعتراف والتطبيق بحكم الله واجبة على الجميع، وأوجب ما يكون على الحاكم وعلى الرعية السمع والطاعة. وفي السياق نفسه أكد رزق أن الكودة وقع على مخطط (الغروب القديم) الهادف لتدمير السودان وطمس هويته، وأبان أن الخطوة ليست مستغربة خاصة وأن الكودة له آراء وصفها بالغريبة والشاذة سيما وأنه روج لاستخدام (الواقي الذكري) للذين يمارسون الزنا للحد من الإصابة بالإيدز. وطالب رزق في خطبة الجمعة أمس بضرورة مواجهة الفجر الجديد في كمبالا بفجر جديد في الخرطوم يقوم على إعلاء قيم الدين ورفع راية الشريعة الإسلامية وتطبيقها في كل مناحي الحياة المختلفة.وفي سياق آخر انتقد رزق عدم اهتمام الحكومة بالتربية والتعليم وقال إن العملية أصبحت الآن بدون بوصلة وإن مخرجات المدارس ضعيفة جداً، والمناهج الآن لا أثر لها على مستويات الطلاب تعليماً وتربية، ونوه رزق إلى أن التعليم أوكل للمدارس والتربية إلى جهاز أخرى لم يسمها، مطالباً بأهمية وضع منهج تربوي تعليمي يخرج العملية التعليمية إلى بر الأمان، مشيراً إلى أن التعليم أصبح نهباً للمدارس الخاصة، منتقداً الرسوم الكبيرة التي تفرضها بعض المدارس الخاصة على الطلاب، وقال هناك مدارس ثانوية خاصة مختلطة مما يعد مخالفاً للوائح وزارة التربية والتعليم، مشدداً على ضرورة حسم هذه الظاهرة التي قال إنها قد تؤدي إلى نتائج غير مقبولة، داعياً إلى إعادة الهيبة إلى المدارس الحكومية والاهتمام بها بجانب تدريب كوادرها.