راي:محمد احمد محمد عبد الباقي حث الإسلام على التكافل والتراحم، ومن نتائجه الماسواة والشعور بالقيم الإنسانية وسد رمق المحتاجين ويجب على من تفقهوا في الدين تطبيق تلك الإساسيات على انفسهم أولاً ثم حث الآخرين على تفعيل تلك القيم السمحة على أرض الواقع قال تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) سورة البقرة الأية «44» وقال جل شأنه (والذين أمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شئ عليم) سور الانفال ومن رسالة للإمام علي كرم الله وجهه دع الإسراف مقتصداً، وأذكر في اليوم غداً، وامسك من المال بقدر ضرورتك، وقدم الفضل ليوم حاجتك، اترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين؟ وقال كرم الله وجهه: عليك ببر الوالدين كليهما وبر ذوي القربى وبر الأباعد ولا تصحبن إلا تقياً مهذباً عفيفاً، ذكياً، منجزا للمواعد وقال حاتم الطائي في الكرم:- أما وي إن المال غاد ورائح ويبقى من المال الاحاديث والذكر أمأوي إني لا أقول لسائل üü إذا جاء يوماً في مالنا النذر ولا شك ان صفتي سوء الاخلاق والبخل مما نهى عنهما الدين الإسلامي الحنيف قال تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب) سورة البقرة قال الشاعر: وأحذر مساوئ أخلاق تشان بها وأسوأ السوء سوء الخلق والبخل بعث خاتم الانبياء المصطفى صلى الله عليه وسلم لينقذ البشرية من دياجير الظلام إلى النور وهو معلم البشرية الأول والقرآن الكريم أنار لنا السبيل والهدى والعمل بما جاء في الآيات الكريمة. وعليه لا عذر لمن انذر قال تعالى (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير فقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) سورة المائدة وقال في كتابه العزيز (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخري وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) سورة الإسراء الأية 14 قال شوقي سبحانك الله خير معلم علمت بالقلم القرون الأولى أرسلت بالتوراة موسى مرشداً وابن البتول فعلم الانجيلا وفجرت ينبوع البيان محمداً فسقى الحجيج وناول التنزيلا وفي زمانا هذا - وللأسف - فإن النظرة المادية أضحت طاغية علي تصرفات بعض الناس من جهلاد القوم فصاحب المال والأبهة عند البعض له شأن عظيم ويشار إليه بالبنان حتى لو افتقر لميزات التقوى والعلم والكرم والتواضع والأفق الواسع والسعي لإسعاد الآخرين من أبناء جلدته. وأمثال هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر: فصاحة حسان وخط بن مقلة وحكمة لقمان وزهد بن ادهم إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس ونودي عليه لا يباع بدرهم على الإنسان الا يحتقر الضعفاء من أبناء جنسه لعوزهم والمسلمون سواسية كأسنان المشط. قال الشاعر محمد اليمني: ولا تحتقرن كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب وقد هد قديماً عرش بلقيس هدهد وخرب حفر الفأر سد مأرب التواضع من الصفات التي يجب أن يتصف بها الإنسان، وهي التي تكسبه حب الآخرين وتقديرهم وفقدان هذه الصفة لا محالة يؤدي إلى نفورهم منه وذمه ويصبح مادة دسمة لحديث المجالس. قال الشاعر تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع هناك من أثروا بعد فقر متقع، وشفيوا بعد ألم موجع، وما اصطفوا مع السجود الركع، ولم يعيروا نظرة للمساكين والرضع.. غرتهم الحياة الدنيا، فانجرفوا في ملذاتها فاضحت نظرتهم دونية للآخرين من بني جلدتهم. وقال الشاعر: لا تأمل الخير من ذي نعمة حدثت فهو الحريص على أثوابه الجدد بعض ضعاف النفوس من البشر تخدعهم المظاهر ومن الأمثال السائرة (المظاهر خداعة) و(قايلين القبة تحتها فكي).ومن الغباوة أن تعظم جاهلاً لصقال ملبسه ورونق رقشه أو أن تهين مهذب في نفسه لدروس بزته ورثة فرشه العلم سلاح فاعل لتطور ونهضة البشرية. وما تقدمت أمة إلا وركزت على العلم والمعرفة ولا سيما تلك التي حطت أقدامها على كوكب المريخ وتبحرت في علوم الفضائيات والاتصالات والبرمجة والطب، قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).