بعيدا عن دفن الرؤوس في الرمال سادتي تظل محصلتنا صفرية في المجال السياحي .. فالكثير من الآثار والمواقع السياحية تعاني من الإهمال المتعمد وغير المتعمد في كثير من الأحيان، ويظل الشأن السياحي في زيلية أولويات الحكومة وكما هو معلوم فهى من الإستراتيجيات التي يقوم عليها المستقبل بإعتبارها مورد متجدد للإقتصاد. يأتي الإعلان عن انطلاقة مهرجان السياحة في شهر مارس المقبل بمثابة رمي الحجر في البركة الساكنة، ويبدو ان وزير السياحة عبدالكريم الهد قد وصل الى الفتوى في امر الإهرامات وهل هى حرام ام حلال .. فالمهرجان فرصة طيبة لإنعاش الفكر السياحي والترويج لثقافة السودان وإبراز وجه آخر بعيدا عن ما يتم الترويج له في الخارج من حروب وغيرها وبعيدا عن الوجه الشائة دعونا نستعرض برامجنا وماذا أعدت وزارة السياحة لهذا المهرجان الضخم والذي يحمل إسم الوطن، كيف هى الأوضاع في المناطق التي ستشهد انطلاقته الحقيقية ماذا عن البنى التحتية؟ فمدينة بورسودان تمتلك بنيات ومواصقات المدن العربية وتأتي في مقدمة الصف .. لكن ماذا عن بقية الولايات التي تحتاج الإعداد المبكر بعيدا عن النماذج التقليدية، الولاية الشمالية بسحر وغموض الصحراء والدندر وحيواناتها التي هربت غالبيتها للمنتجعات الأثيوبية المتآخمة للحدود فالكثير من الحيوانات مثل الزراف والنمور والجاموس ووحيد القرن والأفيال لم يعد لها وجود بالمنطقة عدا انواع قليلة والكثير الذي لابد ان نقف عنده في عدد من الولايات التي تحتاج تضافر الجهد الرسمي والشعبي فرفع الوعي لدى الشعب يرفع المقدرات السياحية خاصة في الولاياتا ويعمل على تطويرها ثم ماذا عن الطرق وسفلتتها .. ونجد الكثير من الصعوبات ووعورة الطرق والفنادق والنتجعات السياحية وغيرها. حتى داخل ولاية الخرطوم نجد الكثير من المعالم السياحية المهملة واذكر انني كنت في مقدمة الإعلاميين في تدشين البص السياحي ولاية الخرطوم بلونه الأحمر المميز والذي كان مقررا له ان ينطلق من نادي التنس برسوم رمزية مرورا بالطابية وبيت الخليفة و بوابة عبدالقيوم الى جانب العديد من الآثار والتي اراها الآن تعاني مثل مقابر اليهود وقبة الأتراك فليست هناك شواهد تدل عليها ناهيك عن وجود الدليل والمرشد السياحي . يبدو ان الأمر برمته كان مجرد فرقعة اعلامية وقتها .. صوت اخير الشعور بالآخرين حاسة سادسة لايمتلكها الا الأنقياء