ü سمعنا و«إن شاء الله خير» إن هناك حواراً يجري «تحت تحت» بين المؤتمر الوطني وبعد أطراف المعارضة هذا ما يجري « تحت»، أما «فوق» فإن المؤتمر الوطني يشتم أمريكا «ليل نهار» ويتهم على لسان «أمينه» السياسي هذه «الأمريكا» بعدم الالتزام بالوعود.. ويقول لها بالصوت العالي «أنا لن أحاور قطاع الشمال». ü في الناحية الأخرى من نهر «السياسة» المتقطع الجريان في بلادي هناك لجنة سياسية لمشروع الدستور مهمتها تشكيل مفوضية قومية تضم كل القوى السياسية لجمع مقترحات الأحزاب وتهيئة المسرح السياسي للجميع ليشاركوا في صناعة الدستور. عمل اللجنة وتكوينها لا يدعو «للارتياح».. وطريقة عملها تشبه إلى حد بعيد عمل اللجان التي أوكل إليها أمر إنجاز عملية الاستفتاء حول انفصال الجنوب مع الحركة الشعبية لتحرير السودان.. وطريقة عمل اللجان التي أنجزت عمل الانتخابات العامة في البلاد.. وتشبه أيضاً طريقة عمل الفريق الذي يجري عملية التفاوض مع الحركة الشعبية بدءً من إتفاقية نيفاشا وإنتهاءً بالجولات التي «تقوم» و«تقعد» مع دولة جنوب السودان في أديس أبابا والخرطوم وجوبا وأماكن أخرى الله أعلم بها. ü لجنة الدستور بها شخصيات مثل بدرية سليمان وكلنا نتكهن بنوع الدستور الذي يمكن أن يخرج من «بدرية وأخواتها» فلن يكون قومياً ولن يحوز على الإجماع الوطني وإن جاء مبرأً من كل عيب!!. الشخصيات من الوطني التي قيل إنها أدارت حواراً مع المعارضة ينطبق عليها ما قلناه حول لجنة بدرية وأخوانها.. وهذا ما دعا السيد كمال عمر إلى وصف هذا الحوار بأنه «حوار الطرشان» وغير رسمي وإنساني.. أي إنه مثله ومثل أي «ونسة» في صيوان فرح أو كرة في حي من أحياء العاصمة!!. ü اللجان التي لم يتم تكوينها «واحدة» من حيث «الأشخاص» والمنطلقات والمكر والدهاء و«حدود المناورة» مع الآخر «المحاور» -بفتح الواو» والنتيجة لا شيء!! عمل اللجان التي أنجزت عملية الاستفتاء كانت نتيجتها ذهاب الجنوب بنسبة تصويت فاقت ال90% هل تذكرون تصريحات الفاتح عز الدين «الوردية» وهو يقود حملة الرئيس في الجنوب ويقول إنه سيفوز بأصوات كبيرة؟! هل تذكرونها؟ الذين نسوها عليهم متابعة تصريحات الفاتح من داخل البرلمان هذه الأيام وهو يتكلم حول الصراع بين «النقابة» ووزراء العمل «الثلاثة» بذات الصورة «الوردية» و«الحالمة»؟!! أما اللجان التي أدارت عملية الانتخابات القومية فإن نتيجتها الماثلة هذا «المجلس الوطني» والذي يمثل المؤتمر الوطني وحده.. وعندما لم يجد أعضاؤه قضية جادة.. باتوا يتحدثون هذه الأيام عن مخصصاتهم المالية ولا شيء غير «الحق»!!. ü قادة الوطني يشتمون أمريكا ويصفونها بالكذب ويرفضون أي حوار مع الذين يحملون السلاح.. وفي ذات الوقت لا يبدون أي جدية ولو لمرة واحدة - للحوار مع الذين يحملون الكلمة كأداة وحيدة للمعارضة!! ü ماذا يريد الوطني في نهاية المطاف؟!.. حيرتونا والله..!!