رأي : الصادق محمد سالم السنهوري : من الضروري والممكن الاهتمام والدراسة المتأنية للأحياء القديمة بولاية الخرطوم... تحتوي هذه الأحياء القديمة على ثروة عظيمة من التراث الحضاري القديم، خاصة التراث الإسلامي من مساجد وأضرحة كما في أم درمان، وبحري، وقباب بالخرطوم ومقابر، ودور للرياضة، وساحات قديمة وحدائق لها تاريخ، وواجهات المباني القديمة التي مضى عليها أكثر من مائة عام، وهي ذات قيمة تاريخية في حياة المدينة وسكانها وتاريخها والحفاظ على تراثها وأصالتها كما نجد أيضاً بالأحياء القديمة المباني الأثرية، والإسلامية، والتاريخية، والأسواق ذات الطابع الخاص، كسوق الطوابي بسوق أم درمان الكبير، وأسواق الطيور والزينة، فلابد من الاهتمام بها وتطويرها، وتجميل موقعها وترتيبها ،ومحاولة العمل على حسن استخدامها وصيانتها بهدف الحفاظ على قيمتها التاريخية، لصيانة تراثنا.. وفي بحري نجد أول مركز ثقافي رياضي «نادي الصبيان» وحي الوابورات وشارع الاسبتالية أقدم شوارع بحري، ومحلج شمبات، والبحوث الزراعية، وخلوة الفكي نور الدين، وخلوة ود ضيف الله، وقباب المانجلك، وسرايا الزبير باشا، وقبة الشيخ خوجلي أبو الجاز، والشيخ حمد ود المريوم.. وبالخرطوم لوكندة فكتوريا، وقباب الأتراك، والقصر الجمهوري، ومستشفى النهر، ووزارة المالية... وكما هو معلوم فإن أغلب الأحياء القديمة بنيت من مادة اللبن والطوب بذلك الزمان، كما نجد أن شبكات الطرق بالأحياء القديمة كانت لإحساس عميق بالترابط الأسري، وكانت الحارات والأزقة والحواري في ذلك الزمان، نجد الأنشطة التجارية وأسواق الخضار والسمك وزنوكة الجزارين.. حيث تمتاز الأحياء القديمة بالحرف اليدوية كما في أبي روق بأم درمان، ومن الضروري والممكن الحفاظ على الأحياء القديمة والمباني ذات القيمة التاريخية، وعدم طمس معالمها وأصالتها، مع الحفاظ- ما أمكن- على المباني التاريخية والمساجد القديمة ذات الأهمية الإقليمية والمحلية.. إنه الضروري والممكن.