ونكتب اليوم إلى مولانا الضو الماحي.. والي ولاية القضارف المنتخب.. أو الفائز.. لا فرق.. وله نقول.. أولاً مبروك النصر.. وأعانك الله على حكم القضارف.. آملين أن تمسح ما أمكنك ذلك من مسح أرتال وتلال البؤس التي تربض في أركان وطرقات.. وأصقاع ولايتك تلك الشاسعة الواسعة.. ولكن.. نأمل أن لاتكون قد نحرت الذبائح.. وأقمت الولائم.. و«عرضت» على دفوف المدائح.. أنت سيدي وبالحساب «البسيط» والذي هو واحد زائد واحد يساوي اثنين.. انك قد جلست على عرش الولاية بعد أن تنافس معك المتنافسون بنسبة 25% فقط لا غير.. «يعني» إن 75% من شعب القضارف لم يذهب حتى إلى صناديق الإقتراع.. وبهذه المعادلة.. أو تلك النسبة نستطيع أن نؤكد أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هم الصامتون.. الذين تمترسوا خلف منازلهم وقطاطيهم ومزارعهم ومتاجرهم ولم يعيروا لانتخاباتكم تلك لمحة أو حتى نظرة.. بالمناسبة أو بالحساب «الواحد ده» إنه وحتى ال25% هي من مجموع الذين تسجلوا بالفعل في جداول الإنتخاب.. و«برضو» نقول.. إن ملايين من المواطنين لم يذهبوا إلى مقار أو مراكز الإقتراع لأنهم لم يسجلوا أسماءهم في الكشوفات أصلاً.. ونواصل.. وليس ذلك تبخيساً لنصرك بقدر ما هو دفاع عن الديمقراطية ونقول إن هذه النسبة الضئيلة وذاك الفوز الباهت.. قد تحقق رغم أن ميزان التكافؤ كان مختلاً جداً.. أول أسباب ذاك الإختلال كان في أنك قد خضت الإنتخابات وأنت تمسك بكل مفاصل السلطة بيدك الخدمات وتحت إمرتك كل مقدرات الولاية.. ثانياً إنك قد خضت هذه الإنتخابات بتحالف عريض وواسع.. ضم كل أجنحة الحكومة العريضة.. والتي صبت جداول وأنهر أصواتها في بحيرتكم الشاسعة ليس أحزاب الوحدة الوطنية أو العريضة بل إنضم اليكم سيل أتى من مرتفعات المعارضة عندما وجه مولانا أبو هاشم شخصياً أنصاره ومحبيبه ومحسوبيه وأعضاء حزبه بالتصويت لكم.. مرة أخرى نكرر التهاني والتبريكات لك.. ولكن لابد من كلمات تقال.. ولابد لاسئلة أن تنفجر في الفضاء.. أسئلة نطلقها أو دعنا نوجهها إلى الأحبة في المؤتمر الوطني.. ونبدأ ونقول.. بالله عليكم هل أخذكم الشك لحظة واحدة في انتصار مرشحكم السيد الضو.. وهل تخيلتم ولو في حلم مزعج أوكابوس مخيف في نوم عميق مجرد الخيال أو التوقع أن مرشحكم سوف يسقط في تلك الانتخابات..؟؟ وسؤال.. هل سألتم أنفسكم لماذا صار هذا الشعب لا يأبه ولا يحفل ولا يلتفت لأي انتخابات تجري في البلاد.. ورجاء وليس سؤال.. بالله عليكم دعو قواعدكم تجوب العاصمة محلية.. محلية.. مدينة.. مدينة.. قرية.. قرية وفي الخرطوم العاصمة عاصمة كل الوطن حيث الإعلام يطرق آذان وعيون المواطن في الخرطوم.. مرئياً.. ومقروءاً ومسموعاً اسألوا المواطنين هؤلاء عن آخر انتخابات حدثت وجرت أحداثها الايام القليلة الماضية وتحديداً كانت في خمس دوائر.. اسألوا الناس هل سمعوا بتلك الإنتخابات أين مكانها ومن هم المرشحون فيها.. أنا شخصياً أعلن جهلي التام وأمام الملأ.. لأقول أقسم برافع السماء بلا عمد.. إني لا أعرف اسم دائرة واحدة في تلك الدوائر الخمس لا أعرف اسم فائز واحد.. لا أعرف اسم راسب واحد.. لأني قد( قنعت )باطن وظاهر في ديمقراطية وفي انتخابات يعلم المؤتمر الوطني بل نعلم نحن «الحرافيش» بنتيجتها حتى قبل أن يبدأ التسجيل في السجل الإنتخابي وحتى قبل أن «تدخل» ورقة إقتراع واحدة في أي صندوق كان شفافاً من الزجاج أو حديدياً مصمماً من الفولاذ.. وصية إلى مولانا الماحي.. بما أنك قد فزت ب109 ألف صوت.. حذارى أن يحتفل أنصارك في المؤتمر الوطني في أي ساحة من ساحات ولايتكم الشاسعة عندها سوف «يحرجكم» مقدم الحفل أو مذيع الإذاعة.. كانت ولائية أو «أمدرمان» وبعد أن «يهوش» وتبلغ به الحماسة مبلغاً ليصف الجماهير بالمليونية.. اذا كانوا مليون لماذا لم «يدفسو» صناديق الإقتراع دفساً.. لا بأس هذه ديمقراطية العالم الثالث..