السرطان ذلك المرض اللعين الخطير.. الذي «يتوجس» منه الناس كثيراً.. يكتشف في ليلة أو ضحاها فهو كان موجوداً منذ القدم ولكن بصورة قليلة والآن أصبح منتشراً لذلك التفت إليه الناس مؤخراً.. وقد تمكن العلماء في العصر الحديث من اكتشاف أسباب الإصابة بهذا المرض، وأغلبها من البيئة والتدخين وعوادم السيارات وسوء التغذية والتعرض للمواد الكيميائية و الإشعاع أو الإصابة ببعض الأنواع من الفيروسات المسببة للسرطان.. والسرطان يصيب الذكور والإناث على حد سواء ولكن أكثر ما يعصر القلب من هذا المرض حينما يصاب به طفل.. فمرض الأطفال «موجع».. وكان قد لفت انتباهي منذ فترة أن هناك جهوداً مبذولة لإقامة مستشفى خاص لعلاج الأطفال من هذا المرض اللعين.. فقررت أن أعرف معلومات عنه وسعيت لها .. و فعلاً عرفت أنه مستشفى خاص لعلاج الأطفال من «السرطان» ومقترح له اسم «99199» وسوف يخصص له مكان في إحدى المدن الثلاث وسيكون متطوراً بكل الأجهزة المتخصصة في علاج هذا المرض.. نتمنى أن تكون جهود الحكومة والخيرين والمحسنين ورجال الأعمال والبر موجهة لهذا المستشفى أسوة بمستشفى (57357) في الشقيقة مصر من أجل أطفالنا وفلذات أكبادنا . و الآن يتم علاج الأطفال المصابين بهذا المرض في المركز القومي للعلاج بالأشعة والطب النووي قسم الأطفال بمستشفى «الذرة»، وقد قمت بزيارة أمس لهذا القسم برفقة زميلتي «نازك يوسف» و وقفنا على حالة الأطفال ومدى الاهتمام الفائق من المستشفى تجاههم، ورغم قلّة الإمكانيات تشعر بأن هنالك جهوداً مبذولة وسعياً حثيثاً لراحتهم .. ولكن أن حالهم يغني عن سؤالهم وهم يعانون من ألم الجرعات الكيمائية و حين تنظر في وجوههم ترى الدموع بدلاً من البسمات والضحكات التي عرف بها الأطفال.. فأنا أناشد كل من له فيض من مال أن يسعى للمساهمة في هذه المستشفى التي ستكون خيراً لكل أطفال السودان.. وفي هذه الأيام المباركات «العشرة الأواخر» أسأل كل المسلمين الدعاء لهؤلاء الأطفال بعاجل الشفاء وأن يرحمنا الله وإياهم من هذا المرض ويعصمنا جميعاً منه ونسأل الله العلي القدير بحق النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يحفظ أطفالنا وأطفال كل المسلمين من هذا المرض ومن كل مرض اللهم آمين.